العلويين في سوريا

العلويّونَ في سوريا من الانتماءِ المذهبيِّ إلى الاصطفافِ الطّائفيِّ

العلويّونَ في سوريا طائفةٌ دينيّةٌ باطنيّةٌ، تشكّل نسبةَ 12% من عددِ السّكّانِ، ترجعُ أصولُهُم إلى العراقِ لأكثرَ من 100 سنةٍ، اتّخذوا من الجبالِ ملجأً لهم وبَنوا مدنَهم عليها، وأيضاً سكنوا في مدينتَي اللّاذقيةِ وطرطوس ومدنِ السّاحلِ السّوريِّ.

كيفَ وصلوا إلى سُدّةِ الحُكْمِ؟

الجيشُ السّوريّ كان له الدّورُ المِحوَريُّ في وصولِ العلويّينَ إلى السُّلطةِ، حيثُ استطاعَ الضُّبّاطُ العلويّونَ الاستيلاءَ على مواقعَ مِفْصليَّةٍ في قيادةِ الجيشِ، ممّا ساعدَ حافظَ الأسدِ على الوصولِ إلى السُّلطةِ سنةَ 1970.

بدأَ حافظُ الأسدِ بناءَ كيانِهِ الخاصِّ معتمداً على ضُبّاطِ طائفَتِه، وسارَع إلى تشكيلِ أجهزةِ الاستخباراتِ والفروعِ الأمنيّةِ القَمعِيَّةِ التي تضمنُ له استمرارَ الحكمِ في سوريا، وكانت أُولَى معارِكِهِم ضدَّ الشّعبةِ في الثّمانيناتِ، مُخلِّفينَ أكبرَ المجازرِ التي عَرَفها الشّعبُ السّوريُّ.

الابنُ يَرِثُ عرشَ أبيهِ

بعدَ موتِ حافظِ الأسدِ سنةَ 2000 تمّ توريثُ ابنهِ بشّارِ الأسدِ الحكمَ في سوريا بأسرعِ تعديلٍ دستوريٍّ عرَفهُ التّاريخُ، وبمباركةٍ دوليّةٍ كان بمقدِّمَتها زيارةُ وزيرةِ الخارجيّةِ الأمريكيّةِ مادلين أولبرايت.

حافَظَ بشّارُ الأسدِ على سياسةِ أبيهِ القمعيّةِ من خلالِ أجهزةِ الاستخباراتِ، وعَمِل أيضاً على تحويلِ الطّائفةِ العلويّةِ إلى سدٍّ مَنيعٍ يقفُ في وجهِ كلّ مَن أرادَ المِساسَ بسُدّةِ الحُكمِ، وأَحْكمَ سيطرتَهُ على الاقتصادِ السّوريِّ من خلالِ ابنِ خالتِهِ رامي مَخلوف.

كيفَ استغلَّ الطّائفةَ العلويّةَ لمواجهةِ الشّعبِ؟

السّياسةُ التي سارَ عليها حُكمُ آلِ الأسدِ في سوريا حوّلَت الطّائفةَ العلويّةَ إلى طائفيّةٍ عدوانيّةٍ استعلائيةٍ تقفُ في وجهِ مكوّناتِ الشّعبِ السّوريِّ.

وهذا ما أثبَتَتْهُ وقائعَ ثورةِ 2011 بالمواجهةِ الصّريحةِ والعلنيّةِ من نظامِ الأسدِ وطائفتِه العلويّةِ لأبناءِ الشّعبِ السّوريِّ الذي خرَجَ سلمياً مُطالباً بأدنى حقوقِهِ.

ولم يَكْتَفِ نظامُ الأسدِ من زجِّ أبناءِ الطّائفةِ العلويّةِ في حربِه ضدَّ الشّعبِ الأعزلِ، بل قامَ بتحويلِ الأرضِ السّوريّةِ إلى ساحةِ مواجهاتٍ وحروبٍ طائفيّةٍ باستقدامِهِ الميلشياتِ الشّيعيّةِ الإيرانيّةِ واللّبنانيّةِ والعراقيّةِ لمواجهةِ الشّعبِ. واستَتْبعَ تلك الميلشياتِ بدعوةِ الرّوسِ لاحتلالِ سوريا ومقدّراتِها فتحوّلَت سورياً أيضاً مسرحاً للحروبِ الإقليميّةِ، حيثُ دخلَت أمريكا حليفةً لِقَسَد ودخلَت الجمهوريّةُ التّركيّةُ حليفةً للشّعبِ السّوريِّ والثّوار.

الأسدُ ومصيرُ العلويّينَ في سوريا

استغلَّ نظامُ الأسدِ خلالَ أعوامِ الثّورةِ خوفَ العلويّينَ من توقّعِ المصيرِ الذي ينتظرُهم في حالِ سقطَ النّظامُ، وجعلِ مصيرِهم مرتبطاً بمصيرِه من خلالِ حَمْلاتِهِ التي صوّرت لهم أهلَ السُّنَّةِ وحوشاً تتنظرُ الحسمَ لإبادةِ الطّائفةِ العلويّةِ، وأيَّدَ روايتَهُ ظهورَ داعش في سوريا وطريقةَ حُكمِها وتكفيرِها لكلِّ طوائفِ المجتمعِ السّوريِّ.

وهذا ما جعلَ العلويّينَ في سوريا يرفعونَ شعارَهم: الأسد أو نحرقُ البلدَ ! ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top