طوفان الأقصى التحديات والمآلات مقابلة مع د. سعيد الحاج

طوفان الأقصى التحديات والمآلات مقابلة مع د. سعيد الحاج

تعد معركة طوفان الأقصى أحد أشرس المواجهات بين قوات المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس من جهة، والكيان الإسرائيلي من جهة أخرى، حيث اندلعت هذه الحرب في 7 اكتوبر 2023 وقامت بعدها إسرائيل بشن غارات مكثفة على قطاع غزة وألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية والمدنيين، فيما ردت المقاومة بإطلاق آلاف الصواريخ على مناطق إسرائيلية مختلفة.

وفي هذا السياق، قامت المحامية ميسون محمد بإجراء مقابلة صحفية مع الباحث في الشؤون التركية الدكتور سعيد الحاج حول معركة طوفان الأقصى، تناولت من خلاله بعض الأسئلة حول تداعيات المعركة على المستويات الإقليمية والدولية.

بناء على الأحداث التي شهدتها المنطقة بين قطاع غزة وإسرائيل مؤخرا، يمكن القول بأنه تم تعريض الجيش الإسرائيلي لإهانة كبيرة لم يسبق له مثيل بالسابق.

فقد تمكنت حركة حماس من الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية واختطاف جنود إسرائيليين بكل يسر وسهولة، ما يعني خللاً استخبارياً واضحا، كما تمكنت حماس بنفس السهولة من العودة إلى قطاع غزة مع هؤلاء الأسرى.

1- د. سعيد كيف تفسر أن حدث 7 تشرين الأول/ أكتوبر ألحق إهانة بالجيش والاستخبارات الإسرائيلية بالشكل الذي وصفه الصحافي الإسرائيلي، ناحوم برنياع في “يديعوت أحرونوت” وما العوامل التي سمحت بذلك رغم قوة إسرائيل العسكرية وتقدم تقنياتها العسكرية والاستخباراتية؟

لا شك أن أحداث السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) كانت ضربة قاسية للمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، فقد بنيت المؤسسة العسكرية على أسطورة الجيش الذي لا يمكن هزيمته، بينما بنيت المؤسسة الأمنية على أسطورة قدرتها على معرفة كل شيء وعدم إمكانية فوتها أي معلومة، وفي واقع الأمر، فقد تعرضتا لهزيمة مخزية في السابع من أكتوبر.

وأعتقد أن السبب الرئيسي في ذلك هو الغرور والاعتداد بالقوة لدى الاحتلال الإسرائيلي، حيث ظن أنه يعرف كل شيء ويسيطر على كل شيء في قطاع غزة وعلى المقاومة والشعب، كما ظن أنه من غير المحتمل أن تتخذ المقاومة مبادرة هجومية بهذا النوع، خاصة مع اعتماده على الذكاء الاصطناعي.

من ناحية أخرى، فإن قدرات المقاومة الفلسطينية المحدودة لم تمنعها من تخطيط وتدبير خداع استراتيجي نفذته بدقة، بالرغم من تفوق إسرائيل تكنولوجيا، وهذا يبين أهمية الدوافع لكل طرف، كما يؤكد مرة أخرى أن العامل البشري هو الأساسي ربما أكثر من أي عامل آخر.

2- ما الأسباب وراء تصوير حكومة نتانياهو لحركة حماس على أنها خطر وجودي على إسرائيل، رغم عدم تمتعها بالقدرات العسكرية الكافية لتشكيل خطر وجودي حقيقي؟ وكيف ساعد هذا التصوير الإعلامي على تبرير شن حرب إبادة واسعة النطاق على قطاع غزة؟

يمكن القول بأن معركة طوفان الأقصى، وبالتحديد أحداث السابع من أكتوبر، كان لها تبعات وخيمة على الكيان الإسرائيلي، حيث بيَّنت نتائج تلك الأحداث وجود خطر وجودي على “إسرائيل”، مما أثار نقاشاً حول مستقبل استمرارية هذا الكيان، وقد ناقش بعض الباحثين والاستراتيجيين مثل “هنريك سينجر” احتمال عدم بقاء هذا الكيان بعد عشر سنوات بسبب التوترات الداخلية وعدم الثقة بالأمن.

كما أن موقع “إسرائيل” في المنطقة العربية والإسلامية يشكل خطراً، حيث أظهرت المعركة ضعف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية واستخباراتها جراء المواجهة المباشرة، كما ساهم نجاح المقاومة الفلسطينية في التخطيط والتنفيذ بإظهار ضعف احتلالها وكسب تأييد شعبي بسبب ذلك.

وقد ترتب على تلك الأحداث أسر عدد كبير من العسكريين الإسرائيليين، ما أكَّد عجز الكيان عن تحقيق الأمن، فضلاً عن إثارة التساؤلات حول مستقبل وجوده، هذا بالإضافة إلى أن الاحتلال كان دائماً يستغل أي فرصة للهجوم على الأطراف العربية حتى بدون مبررات، ما يرجح أنه لم يكن بحاجة لتسويغ جرائمه، وقد ساهم هذا التصوير الإعلامي في تبرير شن حرب إبادة واسعة النطاق على قطاع غزة، وأن ادعاءاته كانت مجرد دعاية.

3-كيف يمكن تفسير دوافع حركة حماس وراء القيام بعملية “الطوفان” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ضد إسرائيل؟

هل يمكن اعتبار تعزيز مكانتها السياسية لدى الشارع الفلسطيني عن طريق زعزعة استقرار السلطة وتقديم نفسها كبديل مقاوم أحد الدوافع الرئيسية وراء ذلك؟ أم أن هناك دوافع أخرى محتملة مثل رد الاعتبار أو كسب الشرعية لمقاومتها؟

أعتقد أن العنصر الفلسطيني الداخلي والمنافسة مع السلطة الفلسطينية لم يكن حاضرًا في ذهن صانع القرار في عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، وبشكل أساسي، كان لحركة حماس حضور أقوى بكثير من حركة فتح والسلطة، وقد أثبتت ذلك مسار المصالحة وقبولها بالانتخابات، التي ألغاها محمود عباس في آخر لحظة، متذرعًا بذرائع واهية. وبشكل عام، هذا النوع من العمليات لا يؤدي إلى زيادة الحضور السياسي، كما هو ملحوظ، إن الأمر يتعلق بالمقاومة ضد الاحتلال، وليس بالمعادلة الفلسطينية الداخلية.

أعتقد أن الدوافع الأساسية وراء هذه العملية تتعلق بالقضايا الأساسية للقضية الفلسطينية، مثل حصار غزة واستباحة الضفة الغربية وتهويد القدس ومحاولة تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا مع المستوطنين، وقد شهدنا تقدمًا كبيرًا في هذه المسائل مؤخرًا، بما في ذلك زيادة عدد الأسرى بالآلاف ومماطلة الاحتلال الإسرائيلي في عقد صفقة للتبادل وما إلى ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار مسار التطبيع والتقارب مع عدد من الدول العربية والإسلامية، الذي يهدف في جوهره إلى تصفية القضية الفلسطينية وتجاوزها في العلاقات مع الدول العربية.

كانت المبادرة العربية للسلام تشترط حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 لأي تقارب أو علاقات طبيعية بين أي دولة عربية والكيان الصهيوني، وشهدت التطبيع الأخير مع عدد من الدول مثل الإمارات والسودان والبحرين والمغرب، وكانت السعودية على الطريق لتحقيق ذلك بالتعاون المباشر مع الكيان الصهيوني وتحسين ظروف الفلسطينيين إذا أمكن.

وبالتالي، يمكن اعتبار هذه العملية ردًا على كل ذلك مرة واحدة، وهي أن تعيد القضية الفلسطينية إلى الواجهة وتستخدم حق المقاومة كوسيلة للدفاع عن النفس والشعب الفلسطيني، باعتبارها حركة تحرر وطنية ضد الاحتلال، ولا يوجد لها علاقة مباشرة بالديناميات الداخلية الفلسطينية، ولا يكون لها تأثير مباشر في النهاية.

4- ما هي العوامل التي قد ساعدت إيران على استغلال مقاومة حماس لتحقيق أهداف جيوسياسية، بمعنى أن تكون استفادت منها دون أن تساعدها على تحقيق أهدافها الفلسطينية بحد ذاتها؟
ما هي وجهة نظرك حول الدوافع التي قد تكمن وراء استغلال إيران لمقاومة حماس بهذه الطريقة؟

فيما يتعلق بمعادلات التعاون والتحالف أو الدعم التي تقدمها قوى إقليمية لحركات ما دون الدولة مثل حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، فإن هناك بالتأكيد مصالح متبادلة يتقاطع فيها الطرفان، ففي حالة إيران وحركة حماس، فإن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي هي ما تشتركان فيه، حيث أن حماس حركة تحرر وطني من طبيعة وجوهر فلسفتها وأعمالها تتمثل في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، بينما تحمل إيران مشروعًا منافسًا ومختلفًا مع الكيان الصهيوني، وهناك خلافات وتنافس ومواجهة إقليمية مباشرة وغير مباشرة بينهما.

وبناء على ذلك، فإن هذا التقاطع في المصالح هو الذي دفع لوجود هذا التعاون بين الطرفين. حيث تستفيد حركة حماس من مقاومتها للاحتلال، في حين تستفيد إيران كدولة إقليمية أيضًا من مثل هذا الدعم، ولا ينبغي وصف الأمر بالاستغلال بقدر ما هو استفادة متبادلة من جانب كل طرف، وخاصة أن الدعم الإيراني لحركة حماس وحركات المقاومة الفلسطينية عمومًا هو دعم حقيقي يتمثل في الموقف السياسي والدعم المالي والدعم العسكري والأمني بما لا تتمتع به أي دولة أخرى كدعم رسمي لهذه الحركات.

ومع ذلك، فإن إيران تستفيد بدورها من مثل هذا الدعم كأوراق قوة في التفاوض مع القوى العالمية، رغم أن الدعم المقدم الآن قد لا يكون بالقدر المطلوب، حسب تصريحات قيادات حماس. وهذا لا ينفي الإسهام الإيراني الكبير سابقًا في بناء القدرات العسكرية والأمنية لحركة حماس.

5-ما مدى ملاءمة استخدام القوة العسكرية كأداة للمقاومة الفلسطينية في مواجهة إسرائيل بالنظر إلى الميزان الحقيقي للقوى بين الطرفين حيث تتمتع إسرائيل بتفوق عسكري وتكنولوجي واضح، فضلا عن تأثير مثل هذه الخطوة على الشعب الفلسطيني المحاصر الذي سيواجه انتقاما وعقابا جماعيا، بالإضافة إلى نتائج التجارب السابقة التي ثبتت أن استخدام القوة العسكرية لم يحقق أهدافا سياسية ملموسة وزاد من العزلة الدولية للقضية الفلسطينة؟

تعتبر قضية استخدام القوة العسكرية أو المقاومة المسلحة في مواجهة الطرف المحتل الأقوى تكنولوجياً وعسكرياً وتسليحاً قضية جدلية تاريخية، إلا أن التجربة التاريخية تثبت أنه لم يكن ممكناً لأي شعب تحرر من وطأة الاحتلال إلا عبر المقاومة المسلحة والثورة المسلحة، حيث إن الشعوب في هذه الحالة قد تدفع ثمناً باهظاً، إلا أن روح المقاومة تتناقض مع سياسة الاحتلال، مما يؤدي بالنهاية إلى تحقيق التحرر.

وتستند حركات التحرر إلى منطق أن الطرف المحتل لن يتحمل دفع نفس الثمن الذي تتحمله الشعوب المحتلة في سبيل التحرر، كما أنه لا ينبغي المقارنة الكمية بين الخسائر، بقدر ما توجد حدود لا يمكن للأطراف المحتلة تجاوزها.

وفي حالة كيان الاحتلال الإسرائيلي، فإن شروط التحرر تتضاعف بسبب طبيعة هذا المشروع كاستعمار إحتلالي، حيث أن جزءاً كبيراً من مجتمعه يحمل جنسيات أخرى، في بعض الأحصاءات أكثر من 40 مئة من سكان الكيان الصهيوني يحملون جنسيات دول أخرى وبالتالي هم قدمون لمنافع أو لمصالح متوهّمة وبالتالي، فإن ارتفاع التكاليف سيدفعهم للتخلي عن الاحتلال.

أما بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، فإنها لا تسعى لتحقيق هزائم أو خسائر مباشرة للاحتلال، وإنما تسعى لعملية استنزاف تصل به إلى حد لا يتحمله، كما أن للمقاومة إنجازات سياسية كانسحاب الاحتلال من غزة في 2005 وقبل ذلك انسحاب الاحتلال أيضاً من جنوب لبنان وأجزاء من الضفة.

وبالتالي، فإن معركة طوفان الأقصى ستنتج لا محالة عنها نتائج سياسية تؤدي إلى منح الفلسطينيين حقوقهم بعد هذه المعركة، كما أن جميع الأطراف تتحدث الآن عن أهمية ذلك. مما يؤكد جدوى المقاومة في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال.

6- ما هي برأيكم السبل العملية التي يمكن للحركات المقاومة الفلسطينية أن تتبعها للحصول على دعم دولي أوسع والتقليل من وصمة الإرهاب؟
هل ترى أن اتباع مسار احترام القانون الدولي والتزام قواعد الحرب، وتحديد أهداف سياسية واضحة وقابلة للتحقيق، ونبذ الخطابات والممارسات غير الديمقراطية أو العنصرية قد يساعدها في تحقيق ذلك؟
كيف تتوقع أن يمكن لهذه الحركات تطبيق تلك السبل العملية بشكل فعال في الواقع الميداني في فلسطين؟ وما التحديات التي قد تواجهها وكيف يمكن معالجتها برأيك؟

يمكن القول أن حركة حماس قدمت في السنوات الأخيرة خطوات تتجه نحو تحديد رؤيتها السياسية لحل القضية الفلسطينية، حيث أصدرت وثيقة المبادئ العامة والوثيقة السياسية عام 2017، وتحدثت عن قبولها بدولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية كعاصمة لها.

كما قدمت تنازلات كبيرة في سبيل تحقيق المصالحة الداخلية، وقبولها بفكرة الانتخابات، مثل التراجع عن فكرة اقتران الانتخابات الرئاسية والمجلس الوطني بالمجلس التشريعي في الضفة وقطاع غزة.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يتم تحريك أي مسار سياسي جاد لحل القضية من قبل الاحتلال أو الدول الداعمة لها، بينما أثبتت معركة طوفان الأقصى عدم اهتمام الأطراف الدولية بالقيم والشرعية الدولية التي لا تلتزم بها إسرائيل.

وبناء على ذلك، فإن مناقشة مدى التزام قوى المقاومة بالقانون الدولي ليس له مجال بعد الأداء العسكري والسياسي المتميز للمقاومة في هذه المعركة، حيث أن العالم الدولي يعترف بالقوة وليس بحقوق صاحب القضية.

7- هل ترى أنه من الممكن للحركات والتنظيمات الفلسطينية المختلفة أن تحقق وحدة وطنية حول برنامج سياسي مشترك يستند إلى الشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير، وذلك في ظل الاختلافات الإيديولوجية والاستراتيجية بينها، واختلاف مواقفها تجاه مبادئ وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية؟ وما هي التحديات التي قد تواجه مثل هذا التوافق، وهل هناك طرق يمكن اقتراحها للتغلب عليها؟

يمكن القول أنه بعد انتهاء معركة طوفان الأقصى ونتيجة للآثار الإنسانية الصعبة على صعيد الشهداء والجرحى والمصابين وكذلك الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في قطاع غزة بسبب الحرب، فإنه قد لا تمانع الحركات والتنظيمات الفلسطينية المختلفة في وجود حالة وطنية ما تدير عملية إعادة الإعمار.

ومع ذلك، قد تشكل الاشتراطات التي ستطرحها السلطة الفلسطينية للسيطرة على عملية إعادة الإعمار عقبة رئيسية، حيث من غير المتوقع أن توافق قوى المقاومة على حياد سلاحها أو إقصائها من المشاركة في ادارة القطاع، وذلك بالنظر إلى التضحيات الكبيرة التي قدمتها والتأييد الشعبي الواسع الذي حظيت به لجهودها الدفاعية خلال المعركة، وفي حال عدم التفاهم بهذه النقطة من قبل باقي الأطراف الفلسطينية، خاصة السلطة، فإن ذلك سيشكل عائقاً رئيسياً في عمليات إعادة الإعمار وإصلاح ما خلفته الحرب من دمار في قطاع غزة.

8- ما هي وجهة نظركم حول إمكانية تأثير حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة على بعض القضايا الإقليمية الرئيسية؟
هل تعتقد أن استمرار الحرب وتصعيدها قد يؤدي إلى تغيير في موقف إسرائيل تجاه الأزمة السورية مثلا بسبب الضغوط المختلفة؟
وهل ترى أن لهذه الحرب تداعيات محتملة على العلاقات والتحالفات في المنطقة؟

يمكن القول بشكل مؤكد أن معركة من هذا النوع تتميز بحضور المقاومة وشدة الإجرام الإسرائيلي في قطاع غزة، ونظرًا لهذين العاملين، فمن المتوقع أن تترتب على هذه المعركة تداعيات إقليمية وربما دولية خاصة إذا تمت مقارنتها بالأزمات العالمية الراهنة مثل أزمات اقتصادية وجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الميل الغربي الواضح لصالح إسرائيل في هذه الحرب يؤكد التوقعات بخصوص التداعيات الإقليمية والدولية المحتملة، فعلى المستوى الإقليمي، يمكن اعتبار حضور المقاومة وقوة حركة حماس كعامل لافت قد يدفع أطرافًا مختلفة للاقتراب منها سياسيًا.

كما يمكن أن تفسر عجز الكيان الإسرائيلي عن القضاء على المقاومة بالقوة العسكرية الهائلة التي استخدمها على غزة على أنها مؤشر على احتمالية انفتاح سياسي أوسع نحو المقاومة مستقبلًا، وهذا بدوره قد يشجع الداعمين للمقاومة على زيادة مستوى دعمها.

وعلى هذا الأساس، فمن المتوقع أن تؤثر هذه المواجهة على قضية فلسطين ومواجهة الاحتلال، كما على تحالفات المنطقة. كما من المرجح أن يتأخر مسار التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل نظرًا لشدة الدمار والجرائم في غزة.

وعلى المدى البعيد، يمكن توقع تأثير هذه المواجهة على النظرة للاحتلال والتعاون معه وعلاقات الدول المعنية بالولايات المتحدة والغرب الذين أيدوا إسرائيل في هذه الحرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top