الاستعصاء السياسي في إسرائيل يدفع نتنياهو إلى الانتحار السياسي وإدخال الكيان الصهيوني مأزق المواجهة مع المقاومة

الاستعصاء السياسي في إسرائيل يدفع نتنياهو إلى الانتحار السياسي

وإدخال الكيان الصهيوني مأزق المواجهة مع المقاومة

لم تكن إجراءات الاحتلال الإسرائيل بإجلاء الأُسَرِ الفلسطينية من حي الشيخ جراح فعلاً منعزلاً عن الاستعصاء السياسي ، الذي يعيشه الكيان الصهيوني ، وأزمة نتنياهو الباحث عن إنجاز في تهويد القدس ، وسرقة منازل المواطنين الفلسطينيين ؛ لتعزيز فرصه في الانتخابات القادمة ، من خلال حصد أصوات اليمين المتطرف ، من خلال دعم الاستيطان في الأراضي المحتلة .

واضح أن نتنياهو – المأزوم سياسياً والمهدد بالسجن حال خروجه من رئاسة الحكومة – وحساباته الخاطئة ستقوده إلى حتفه السياسي ، فليس في مزاجه أي تهدئة ، ويرفض وساطة “مصر وأمريكا والأمم المتحدة” باتباعه سياسة حافة الهاوية ؛ لينجو من السجن بتهم النصب والاحتيال ، وقد ردت أمريكا بتقديم جلسة مجلس الأمن من الثلاثاء إلى الأحد ؛ لمناقشة التصعيد كورقة ضغط ؛ لوقف التصعيد .

و يبدو أن الموقف الأمريكي ، رغم انحيازه للكيان الصهيوني في إدانة المقاومة ، لكنه بنفس الوقت لا يرمي مباشرة بطوق النجاة لنتنياهو ، الذي يصر على معاندة السياسة الأمريكية في المنطقة خصوصاً في ملف “إيران” ، وقد تجلى ذلك برفض الإدارة الأمريكية إقرار اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ، واعتبرت أن قضية القدس غير محسومة ، وأكدت على أن الحل هو بحل الدولتين ، وهو ما نسف بشكل مباشر لصفقة القرن ، إضافة لسحب 150 جندياً أمريكياً ،كانوا يتواجدون على الأراضي المحتلة ؛ لمساعدة الكيان الصهيوني .

لقد ساهم عدوان الصهاينة في فلسطين على المسجد الأقصى والقدس وغزة ، بحشد الموقف العربي ضد سلطة الاحتلال – حكومات وشعوب – ومعهم  شعوب الدول المسلمة ودولها ، وجمع 100 مليون دولار في الكويت وعُمان ؛ لإعادة إعمار غزة .

وقد تلقى نتنياهو صفعات عديدة ، فقد انتصر المسجد الأقصى ، وخرجت الشرطة الصهيونية منه ، وتم إلغاء المسيرة الصهيونية للمستوطنين ، وانتصر حي الشيخ جراح ، و تم تأجيل  قرار المحكمة في البت بقرار إخلاء الحي ، إضافة لدخول المقاومة في غزة على خط المواجهة ، وأثبتت  صمودها وتفوقها ، واستخدامها أسلحة متطورة وجديدة لأول مرة ، طالت تل أبيب ، وعطلت المطارات المدنية ، وثبت فشله في توجيه ضربة قوية للمقاومة وانتفاضة الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر والضفة الغربية ، إضافة لفشل القبة الحديدية للكيان الصهيوني بصد صواريخ المقاومة ، حيث وصل أكثر من 50 % منها إلى أهدافها .

حالياً هناك فرصة ، واحتمالية كبيرة أن تنهي المقاومة المستقبل السياسي لنتنياهو ….

هذا نموذج ومثال لتأثير المقاومة في المشهد الداخلي “الإسرائيلي” ، دون مفاوضات وتنازلات تحت سقف أوسلو ، ودون انتخابات وتحالفات تحت سقف المؤسسة “الاسرائيلية”.

في الوقت الحالي : الاحتلال عاجز عن تحقيق اختراق ، أو ضرب أهداف حقيقية للمقاومة ، وحتى اللحظة هو الخاسر ، في حين أن المقاومة ثبتت معادلات جديدة على الأرض ، وفرضت قواعد اشتباك جديدة مع الكيان الصهيوني .

لذا فهو يسعى للانتقام ، ويحاول تسجيل إنجاز وهمي ينقذ به ماء وجهه ، بقتل أكبر عدد من المدنيين – كما يفعل الآن –  لكن لا يرجح أن  يتحول العدوان الإسرائيلي إلى خيار التوغل البري ؛

لأنه سيدفع ثمناً كبيراً من جنوده، بين قتيل وجريح وأسير ، ولن يكون قادراً على البقاء داخل غزة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top