رسالة مفتوحة إلى طالبان
(١) :لا بد لنا جميعاً من شكر الله تعالى على خروج القتلة وعملائهم من أفغانستان وعلى أمل خروج القتلة الروس من سورية وخروج إيران الخرافة والطغيان من لبنان وسوريا والعراق واليمن حيث إن هناك ترابطاً خفياً بين انتصارات الشعوب وترابطاً ظاهراً بين هزائم الغزاة والمستعمرين.
حدث في أفغانستان النصر الأصغر وبتكلفة باهظة جداً وبقي إنجاز النصر الأكبر ببناء الدولة الناجحة التي تكف عن إرسال اللاجئين لأنحاء الدنيا وتوفر لمواطنيها الحياة الكريمة، وإن من واجبنا جميعاً المساعدة في هذا.
الانقسام والتشرذم بين النخب والشعور بالظلم والتهميش من قبل بعض المكونات، هما أخطر ما يهدد أي دولة في وقت النشأة وفي كل وقت.
المواطن المسلم اليوم يحتاج إلى:
١-حكومة يشعر أنها تمثله، ويشعر أنه قادر على نقدها ومحاسبتها وعزلها أيضاً وإلا فهي حكومة استبداد وطغيان.
٢-الشعور بأن حكومته تحترم وتراعي القيم والمبادئ العليا التي تؤمن بها أكثرية الناس وتعمل على صونها والالتزام بمقتضاها.
٣-توفير قدر جيد من الحرية على صعيد الاعتقاد والتعبير والتنظيم والإبداع والاختيارات الشخصية في إطار الآداب العامة
٤- توفير قدر جيد من العدالة الاجتماعية على صعيد التقاضي وعلى صعيد التنمية وفرص العمل وتوزيع الثروة مع حفظ حقوق الأقليات، أي حماية الناس من طغيان الأكثرية.
٥- توفير قدر جيد من الأمن والاستقرار والشعور بأن الدولة ضامنة لأمن كل مواطن.
٦- توفير قدر جيد من التنمية والازدهار الاقتصادي حتى يشعر الناس باقتدار الدولة وحتى لا تهاجر الكوادر والكفاءات إلى الخارج .
هذه المطالب ليست كثيرة فالحكومات اليوم تحتكر تقرير مناهج التعليم وفرض الضرائب واستخدام ثروات البلد والتوظيف واستخدام العنف.. وفي مقابل كل هذا فإن عليها أن توفر لشعبها ما ذكرته.
ما أشرت إليه هو خلاصة قراءاتي لتاريخنا الإسلامي ونظري لواقعنا وواقع الأمم من حولنا.
إن الإخلال بالمطلب الأول يعني سلوك وجهة أخرى تُجهض المغزى لكل المطالب الأخرى، والإخلال الشديد بواحد من المطالب الخمسة الباقية يعني الدخول في الاضطراب وربما الفشل والانحطاط.
أسأل الله تعالى أن يلهمنا جميعاً الرشد، وأن يُحق الحق ويزهق الباطل بقوته وسلطانه.
والحمد لله رب العالمين.
د. عبد الكريم بكار