التطبيع

متى كانت للإمارات علاقات طبيعية مع إسرائيل ومتى كانتا في حرب أو من نفس الوزن عسكريا وسياسيا وحتى اقتصاديا؟

ثمة إذن خطأ في توصيف ما يحدث الآن.

قولوا حماية لا تقولوا تطبيع وبصفة أدق حماية معلنة بعد أن كانت مقنعة لسنوات.

السبب في طلب الحماية وإشهارها:

1- الخطر المتعاظم من إيران التي قد لا تجد حلا لتفاقم حصارها غير حرب إقليمية تكون الإمارات ضحيتها الأولى .

2- شعور حاكم أبو ظبي بتعثّر وكالته لتدمير الربيع العربي وهو في وضع استنزاف مالي لدعمه الانقلاب المصري واستنزاف عسكري ومالي لدعمه الانقلابين والمتمردين في ليبيا واليمن واستنزاف سياسي وقد أصبح هو ونظامه محلّ كره واسع من المحيط إلى الخليج

الإمارات إذن من الآن فصاعدا محمية إسرائيلية أمريكية تلحق بسوريا المحمية الإيرانية الروسية، والسعودية المحمية الأمريكية وغدا لبنان… والحبل على الجرار في إطار انهيار النظام العربي وعودة زمن ملوك الطوائف في الأندلس الذين كانوا يضعون ممالكهم المتهالكة تحت ” حماية” ملوك الاسبان لمجرد سكنى قصورهم أطول فترة من الزمان.

هنا تكمن خطورة المراهنة على الحماة الأجانب وتجاهل أهدافهم الحقيقية.

لا ضرورة للعودة للتاريخ القديم، فقط للثمانيات وللاستراتيجية التي عبّر عنها بكل وضوح هنري كيسنجر وأتت اكلها: اضرب إيران بالعراق والعراق بإيران وكل الربح لنا.

نحن اليوم في نفس السياق: ضرب العرب بإيران وضرب إيران بالعرب وكل الربح لإسرائيل.

من سيوقف هذا السيناريو الشيطاني على الأقل لحماية دولة وشعب الإمارات من نزيف المال والشرف وربما من حرب مدمرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟

وبالنسبة للحماة الأجانب من إسرائيليين وأمريكيين : طالما تخلطون بين السلام والاستسلام فلن يكون لكم من محاورين إلا الطغاة والعملاء وهؤلاء لن يحققون لكم إلا أوهاما ستفيقون منها على وجع رأس كبير.

ولا بدّ لليل أن ينجلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top