طريق الخلاص

طريق الخلاص

يقول الله عز وجل:
( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى)

إن من طبيعة الإنسان تجاوز الحد و ممارسة البغي حين يشعر أنه يتمتع بالكثير من المال والسلطة والقوة.. ما لم يكن هناك رادع يحول بينه وبين ذلك.

من هنا لاحظ علماء الاجتماع ذلك التلازم البغيض بين الاستبداد والظلم والفساد.

التعذيب في السجون للمعتقلين السياسيين، وهدر الحقوق والكرامات لكل المواطنين، وإثقال كاهل العباد بالرشاوى والضرائب والإتاوات وبيع ثروات وإمكانات البلاد… كل هذا بسبب عدم وجود نظام صارم وفعّال لمساءلة كبار موظفي الدولة.

هذا النظام لا يتوفر إلا في (دولة المؤسسات) حيث الفصل بين السلطات واستقلال القضاء وحرية النقد والإعلام.

لن ننهض ولن نبني الضمائر الحرة ولن يشعر الناس بالمسؤولية الأخلاقية في ظل الاستبداد وانعدام المساءلة.

هذا هو الطريق الذي حدثنا عنه الكواكبي في كتابه الرائع ( طبائع الاستبداد ) .
إنه طريق مملوء بالأشواك والعذابات لكنه الطريق الوحيد للخلاص وهو الطريق الذي سلكته الأمم الحرة.

د. عبد الكريم بكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top