ما بين الحيدة عن الطريق والخطأ فيه

ما بين الحيدة عن الطريق والخطأ فيه

نحن جميعاً نشعر بالخيبة والأسى تجاه ما يجري في تونس العزيزة والذي يثير الأسف أكثر شماتة بعض الشباب بحركة النهضة وكأنهم يقولون: ها قد جربتم الديمقراطية فعلى أي شيء حصلتم؟
أنا هنا أود توضيح بعض الأمور:
١- إن الله تعالى جعل إدارة الشأن العام لأي شعب مسلم مفوضا له وفي هذا يقول سبحانه (وشاورهم في الأمر ) ويقول: (وأمرهم شورى بينهم).
وقد أسس الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم للحكم الرشيد عبر ممارسة الشورى وعدم توريث السلطة لأحد من أبنائهم أو إخوتهم.
الانتخابات اليوم هي شكل من أشكال الشورى على ما فيها من عيوب وسلبيات. الجماعات والهيئات الإسلامية تلجأ إلى الانتخابات في اختيار قياداتها من زمن طويل ولم نسمع من ينكر عليها.
٢- إذا لم يسلك المسلمون اليوم في اختيار قياداتهم السبيل الذي سلكه التونسيون فما هي البدائل أمامهم؟
هناك في الحقيقة بديلان
الأول هو حكم الطغيان والاستبداد وتعذيب المعارضين والإثراء غير المشروع وترهيب الناس … وهذا تعرفه جيدا معظم الشعوب العربية ومنها السوريون والمصريون والتونسيون وغيرهم…
البديل الثاني هو داعش وما أدراك ما داعش حيث القتل والتخريب وحرق الجثث ولعب كل استخبارات وجواسيس العالم.
٣- النهضة وكل الإسلاميين الذين وصلوا إلى السلطة في عالمنا الإسلامي يحكمون في ظروف بالغة الصعوبة وهم بشر من البشر ولديهم الكثير من الأخطاء والعيوب وضعف الخبرة ويحتاجون إلى الكثير من المراجعة والنضج.
٤- علينا أن نفرق بين من مضى مع أقل الخيارات المتاحة سوءاً وبين من سلك الطريق الخاطئ أساساً فهو مهما كان سيره حسناً لن يصل إلى غايته لأنه يمضي نحو وجهة أخرى.
إن النقد سهل وفي الظروف الصعبة وفي ظل الثورة المضادة المدعومة من كل شياطين الأرض تكون كل الخيارات سيئة وعلى العاقل أن يسدد ويقارب ويتقى الله بمقدار ما يستطيع ويدفع من الشر على قدر وسعه وطاقته.
أرجو أ ن لا تدفعوا الشباب إلى طريق داعش والقاعدة من خلال مهاجمة هذه التجربة السياسية أو تلك، ورب كلمة جرت آلاف الشباب إلى الهلاك والضلال، ففي ظل اليأس والقهر يتم
ارتكاب أفدح الأخطاء.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top