الجيش الحر والجيش الوطني

تنظيمُ مليشيات YPG وطبيعةُ علاقته مع الجيش الحرّ والوطنيّ

يمكن تقسيمُ العلاقة مع هذا التّنظيم لمراحل:

المرحلة الأولى:

بما أنّ العلاقةَ بين حزبِ الYPG  وبين النّظام علاقةٌ عضويّةٌ على أنّه الوجه السّياسيَّ لتنظيمِ الPKK  الإرهابيّ، فمعَ انطلاقِ الثّورةِ سادَ جوُّ الرِّيبةِ مع هذا الحزبِ، سِيَما أنّه مارس عملياتِ القمعِ للمظاهراتِ للسّوريّينَ الكُرد في المناطق ذاتِ الغالبيّة الكرديّة: قامشلو وعامودا وسواها.

وبعدَ تسليمِ النّظامِ لمناطقَ واسعةٍ لهذا التّنظيم عند الانتقالِ إلى الثّورة المسلّحةِ ازدادَت الرّيبةُ، ولكن هذا التّنظيم اتّبَعَ طريقةً من المُراوغَةِ جعَلَت التّعاملَ معه مضطّربةً، ففي مناطق يقاتل إلى جانب النّظام وفي مناطقَ ثانيةٍ يقاتلُ النّظامَ وأحيانا يكون مع الثّوار في بعض الجبهات.

المرحلة الثّانية:

تتَّسِمُ هذه المرحلةُ بأنّها مرحلةُ الاستفزازِ الذي مارسهُ التّنظيمُ تجاه الثّورةِ المسلّحةِ وحتّى المدنية فكانت أماكنُ سيطرتِهِ كانتونات مغلقةٍ يتمّ فيها إمّا منعَ أو التّضييقَ على الأنشطةِ الثّوريّةِ المناهضةِ للنّظامِ، تزامَنَ ذلك مع التّدخّل الدّوليّ ضدّ داعش وتشكيلِ قوّات سوريا الدّيمقراطيّةِ، والتي شكّل حزب الPKK  وتفرّعاتِه عمودَها الفِقريَّ والأساسيَّ ودخلنا إلى المرحلة الثّالثةِ والتي تُعتبرُ الأخطر.

المرحلة الثّالثةُ مرحلةُ الاعتداءِ على الثّورةِ:

انطلقت هذه المرحلةُ مع بدءِ قوّات ال YPG   ـ والتي لم تتحوّلْ إلى قَسَد في غرب الفرات  ـ المساندةُ الفعليّةُ مع قواتِ النّظامِ والمليشيات الإيرانية وبتغطيةٍ جويّةٍ روسيّةٍ بعمليةِ حصارِ حلب في مطلعِ العام 2016 عندما قامت باحتلالِ تلرفعت ودير جمال ومنغ والقرى المحيطة لفكّ الحصارِ عن نبل والزهراء، ونتيجةُ هذا العملِ الإجراميِّ تمّت أولُ عمليةِ تطهيرٍ عرقيٍّ وطائفيٍّ عبر تهجيرِ وتشريدِ 150 ألفَ مواطنٍ من سكّان هذه القرى، ممّا جعلَ هذه المليشيات عدوّاً مباشراً للجيشِ الحرّ بعدَ انكشافِ الغطاءِ عنها بشكلٍ تامٍّ ودونَ أيِّ مواربةٍ.

بعدَ هذه المرحلةِ والتي شكّلت كما أسلفنا تعريةً كاملةً لهذه الميليشيات وارتباطِها بالنّظام السوريّ وتنظيمِ ال PKK الذي أُسّس بإشرافٍ تامّ ومباشرٍ من مخابراتِ النِّظامِ، وتمَّت رعايتُه ورعايةُ أنشطتِه الإرهابيّة كانت معركةُ غصن الزّيتون لتحريرِ مدينة عفرين من أيادي ذلك التّنظيم الغادر الإرهابيِّ مع تشكيل الجيش الوطنيّ، ثمّ أتَتْ عمليّةُ نبعِ السّلام والتي حرّرت مدينةَ تل أبيض ومدينة راس العين والقرى التّابعة لهما، ممّا أدّى إلى كسر المشروعِ الإرهابيّ الذي كان يهدفُ إلى تقسيم سوريا والانفصالِ عنها.

الخُلاصة:

يمتلكُ الجيشُ الحرّ ( الوطنيّ ) كلَّ الأسبابِ المُوجِبَةِ التي تجعلُ هذا التّنظيمَ عدوّاً وجزءاً حقيقيّاً من نظامِ الأسدِ وإن كان التّعاملُ معه في بدايةِ الثّورةِ يشوبُهُ بعضُ الاضطّراب بفعلِ عواملَ كثيرةٍ منها البراغميتية التي ظهرت فيها تلك الميليشيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top