بعد عقد وعام على الثورة السورية

قبل إحدى عشرة سنة من الآن اندلعت شرارة الثّورة السّورية التي بدأت بالمطالبة بالحريّة والكرامة إلى مطلب إسقاط نظام بشار الأسد عبر مظاهرات سلميّة انتشرت في معظم الجغرافيا السورية، قبل أن تأخذ مساراً عسكرياً بسبب التعامل الأمني للنّظام مع المتظاهرين.

وبعد عقد وعام على الثّورة التي انطلقت منتصف آذار 2011، والتي كانت تتطلّع إلى بناء دولة مدنيّة جديدة، تحوّل الأمر إلى حرب وتدخّلات دوليّة على نطاق واسع؛ بعدما جلب النّظام خلالها مليشيات طائفيّة من لبنان والعراق وأفغانستان، قبل أن يدخل الحرس الثّوريّ الإيرانيّ وروسيا على الخطّ.
وفي ذكرى انطلاق الثّورة لهذا العام شهدنا العديد من الاحتفالات والمظاهرات التي أكّدت على المطالب ذاتها في عام 2011، وفي هذا السّياق قام مركز مُقاربات للتّنمية السّياسيّة بتوجيه عدّة أسئلة إلى محلّلين سياسيّين وعسكرييّن لتقييم الحالة السّوريّة وما وصلت إليه، وإليكم في الأسطر القادمة إجابة الدكتور ياسر العيتي وهو طبيب وناشط ثوريّ وسياسيّ ولديه عدّة مؤلّفات حول الثّورة السّورية.

  • دكتور ياسر هل هناك فرصة الآن للثّورة السّورية رغم التّراجع الكبير الذي تعرّضت له في إعادة إنتاج القوى السّياسية والخطاب السّوري الوطنيّ، وتشكيل جبهة وطنيّة تضع خططاً استراتيجيّة تُنفّذ خلال الأعوام القادمة مستفيدين من التغيّرات الدّولية والعزلة الدوليّة التي تُطبق على حلفاء النّظام روسيا وإيران، وتفكّك شبكات المصالح المحيطة بالنّظام؟

برأيي الفرصة دائماً موجودة طالما روح الثّورة موجودة، مَن استطاع أن يطلق ثورة في سورية برغم وحشيّة النّظام والدّعم العالميّ له يستطيع أن يستمرّ بهذه الثّورة، لكنّنا بحاجة إلى أفكار وأدوات جديدة، التّظاهر ورفع الشّعارات لم يعد كافياً، بداية لا بدّ من وقفة مع الذّات نستعرض فيها لماذا وصلنا إلى هذا (التراجع الكبير) ونستخلص الدروس والعبر التي تمكّننا من التقدم ثانية، الاستفادة من التغيّرات الدّولية وتشكيل جبهة وطنيّة تضع الخطط الاستراتيجيّة يحتاج إلى معارضة مستقلّة القرار مبادِرة كفؤة وهذه الصّفات غير متوفّرة في أجسام المعارضة الرّسمية الحاليّة، طبعاً كلّ القوى الثوريّة والسّياسية مسؤولة عن هذا الوضع ومطلوب منها أن تساهم في دراسة أسباب تراجعنا ووضع الحلول وتنفيذها.

 

 

 

  • برأيكم بعد مرور 11 عام على الثّورة ما هي أهمّ العوامل والمحطّات التي ترجعون بقاء النّظام لها الى هذا الوقت مع العلم أنّه كلّ التنبّؤات كانت تشير لسقوطه في السّنوات الأولى للثّورة؟؟

هناك سبب ذاتيّ وهو ضعف المعارضة السّياسيّ والعسكريّ وتفكّكها وعدم وجود ظهير شعبيّ لها، وسبب خارجيّ هو تآمر العالم على هذه الثّورة بسبب ما يشكّله نجاحها من تهديد لإسرائيل وللأنظمة العربيّة المستبدّة، التّنبّؤ بسقوط النّظام في السّنوات الأولى هو جزء من الخطأ في الحسابات الذي وقعنا به ويجب أن نستفيد منه.

  • دكتور ياسر ما حقيقة قول أن القضيّة السّوريّة لم تعد قضيّة محليّة، وأصبحت قضيّة دوليّة؟

هذا القول بمعنى أنّ هناك تشابك بين القضيّة السّورية ومصالح كثير من الدول صحيح

أما بمعنى أن السّوريين لم يعد لهم دور في قضيّتهم فغير صحيح على الإطلاق، السّوريّون هم أصحاب القضيّة وأي حلّ لا يمكن أن يمرّ دون موافقتهم، ومساحة تدخّل الدّول في شؤونهم تتناسب طرداً مع ضعفهم وتفرّقهم.

  • ما حقيقة تأثير المعارضة على الأرض مقارنة بالنّظام؟

إذا كان المقصود المعارضة السّياسيّة فأعتقد لا وزن شعبيّ لها على الأرض

أمّا المعارضة العسكريّة فبالرغم من كل إشكاليّاتها أعتقد أنّها رقم صعب لا يمكن تجاوزه.

  • كيف تنظرون لندوة سوريا إلى أين التي أقيمت بالدّوحة بالفترة الماضية؟

المخرجات التي أعلنت عامّة جداً ولا أرى أنها تشكّل أي قيمة مضافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top