إن الربيع العربي من أنبل الظواهر الاجتماعية والسياسية التي مرت على الوطن العربي منذ أكثر من قرن.. كانت هذه الأيام التاريخية بمثابة زلزال ضرب عروش أنظمة الاستبداد والفساد والتبعية ووصلت ارتداداته إلى عواصم الدول الكبرى.
الربيع العربي كان اختبارا مزدوجاً للشعوب والنخب والأنظمة على السواء.. فكان اختباراً لمدى قابلية الثورة والتغيير لدى شعوب الإقليم، واختبارا للنخب بكل أطيافها في مدى تفاعلها معه كظاهرة ثورية عميقة جاءت إلى المنطقة، كما كان اختباراً لمدى قدرة الأنظمة الحاكمة على التحكم والسيطرة على الشعوب، هذا الاختبار المزدوج تمخض عنه حقائق كبرى منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي سواء على مستوى الشعوب أو على مستوى النخب والأحزاب والجماعات والحركات أو على مستوى الأنظمة.
في ذات السياق ولتقديم مراجعة لأهم مسائل الثورات والحقائق المرافقة لها استضاف مركز مقاربات للتنمية السياسية الدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ النظرية السياسية في جامعة القاهرة في لقائه الشهري “ديوان علي عزت بيجوفيتش” وهو ديوان ثقافيٌّ ذو بعْدٍ سياسيٍّ يُعقد بين النُّخَب السِّياسيّةِ والمُفكرين والشَّباب المُهتمّينَ في مقر المركز في إسطنبول وذلك يوم الأربعاء الموافق ل 15 حزيران الحالي.
بدأ الديوان بمقدمة من الدكتور سيف حول ما الذي حصل؟ وكيف انتفضت الشعوب العربية؟ وأن معركة التحرّر والحريّة ليست بالمعركة السهلة، وأنها ستكون موجات متتالية في الشعوب.
ثم تكلّم الدكتور عمن يتحمل مسؤولية الذي حصل، وما هو مستقبل هذه الثورات؟ أيضاً في ضرورة التفكير المركب أثناء تناول موضوع الثورات.
صنّف الدكتور سيف أثناء حديثه عدة أنواع من الضربات التي تلقتها الثورات وأسماها بالزلازل، كالوضع الإنساني، وزلزال إعادة تشكيل المنطقة، وإجهاض الحالة الثوريّة، والمضادين للثورة.
بعد ذلك تعرض الدكتور للخطاب الذي حملته الثورات، في تقييم له يبرز الإيجابيات والسلبيات، أيضاً طُرق التفكير، وسنن التغيير، وهل يمكن أن تتوقف المطالب بالتغييّر والإصلاح؟
أخيراً وقبل الانتقال لمداخلات الحضور طرح الدكتور عدة دروس مستفادة ينبغي النظر بها ودراستها من قبل قادة التغيير والمفكرين للاستفادة منها.
كما حظي الديوان بحضور عدد من النخب الأكاديمية والشباب المهتم، الذين أثروا بمداخلاتهم النقاش وأثاروا الكثير من الأسئلة حول الموضوع.
هذا وقد استمر اللقاء لأكثر من ساعتين، وسيتم نشر المادة كاملة على موقع ومنصات مركز مقاربات، والمركز حقيقة معني بإقامة هذه الحوارات من خلال وحداته الموضوعية الخاصة بالعمل التثقيفي والتنموي السياسي.
