إن الحرب الضارية على قطاعِ غزةَ بعثت طوفانا من التساؤلاتِ النقديةِ والمراجعاتِ الفكرية في الأفق العربي والعالمي، منها ما يتعلقُ بسلوكٍ عُدَّ من بعض وجوهه صادماً من جانب الديمقراطيات الغربية نحو الإبادة الجماعية الجارية بحق الشعب الفلسطيني في قطاعِ غزةَ.
فعلى مر القرنين الماضيين برز من يتخطف الأضواء في موقع الأستاذية القيمية في الترافع عن حقوق الإنسان وحريته وكرامته، ولكن شوهدت قادتُها ونخبُها ووسائلُ إعلامها تنزلق بشكل فجٍ إلى خندق جيش الإبادة الذي يقترف مجازرَ وحشيةً منقولةً على مدار الساعة عبر البث المباشر. وتمارسُ إنكاراً صارخاً لما يجري، وتوقع تضييقاً على حرية التعبير إلى درجة حظر نشاطاتٍ عامةٍ وفعالياتٍ جماهيريةٍ ومنعِ عباراتٍ ورموزٍ تنادي بالحرية لفلسطينَ حتى في الفضاءاتِ الأكاديمية.
استضافة الباحث أ. حسام شاكر
وفي سياق البحث في واقعِ الشعارات الغربية المزدوجة والتنقيب في المفارقات القيمية. قام مركز مقاربات للتنمية السياسية باستضافة الباحثٌ في الشؤون الأوربية والدولية أ. حسام شاكر لندوة حوارية، تحت عنوان “الإبادةُ في زمن الحقوق .. مأزقُ القيم والمعايير مع المركزية الغربية المعولمة” وذلك في ديوان مقاربات الشهري، ديوان علي عزت بيجوفيتش. وهو ديوان ثقافي، حيث يعقده المركز بين النخب والناشطين السياسيين والعاملين في الشأن المجتمعي.
وقد قام الضيف بعرض المعايير القيمية التي قامت عليها الحضارة الغربية، وما نتج عنها من مؤسسات حقوقية وحركات اجتماعية وأحزاب سياسية، من ثم انتقل الضيف للحديث عن أساليب ترجمة تلك المعايير – من حقوق الإنسان والتدخل الدولي والحقوق المدنية والسياسية – على المجتمعات والأعراق الإثنية والشعوب، وكيف صار هنالك شعوب تستحق تلك الحقوق وشعوب مهمشة في السياق الحضاري لا تستحق حتى أدنى الحقوق.
وفيما تعرّض له الضيف. هو انتقال المعايير والشعارات الحقوقية من حق يُعطى لمستحقيه إلى أداة يتحكم بها من يدعي نسبتها له. ليحقق بها أجندته السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وقد زاد اللقاء ثمرة. ما أضافه الضيوف من مداخلات ومناقشات. أثرت الندوة بالأفكار النقدية التي توعي الشباب في سياق الصقل الفكري للقيام الحضاري والمجتمعي. حيث حضر اللقاء كوكبة من الشباب العاملين في الشأن السياسي والإعلامي والمجتمعي.