Search

ماذا بعد يحيى السنوار حركة المقاومة الإسلامية حماس

إعداد: وليد القطبي الادريسي

على مدار سنة من الحرب القائمة الآن بين الكيان وحركات المقاومة الإسلامية الفلسطينية على رأسها حركة حماس إثر ما شهدناه يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، هذا التاريخ الذي شكل نقطة تحول فارقة في الصراع العربي الإسرائيلي، وللأثر الذي خلفه وجعله يؤطر لسياق سياسي جديد لمنطقة الشرق الأوسط التي استمرت لثماني عقود بما فيها من محطات وصراعات دولية.

شكلت الحرب ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ أو ما أطلقتْ عليها حركة المقاومة الإسلامية حماس “معركة طوفان الأقصى”، مجموعة من المتغيرات التي ساهم فيها النشاطين السياسي والعسكري للمتصارعين، أبرزها الاغتيالات التي طالت القادة السياسيين والعسكريين للمقاومة وحركة حماس بشكل خاص، ناهيك عن المجازر التي قام بها الكيان في حق المدنيين النازحين في المستشفيات والمدارس.

لكن؛ شكل الحدث الأبرز طيلة هذه السنة التي مرة من الحرب هو اغتيال القائد السياسي والعسكري لحركة حماس “يحيى السنوار” -الأهمية البالغة للحدث- وما حظي به من مكانة هامة سياسيا واجتماعيا، وذلك من خلال ردود أفعال قادة والحكام وقوى الغربية الداعمة للكيان المزعوم والتداول الواسع للنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

 آثار هذا الحدث على مستوى تداوله وتحليله نقط استفهام عديدة، خاصة من الجانب الداعم للقضية الفلسطينية والذين أغلبيتهم كانوا مرتبطين بشخصية يحيى السنوار وصورته القيادية للمقاومة. سنعالج في هذا المقال إشكالية محورية تتمثل في:

ما مصير حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد استشهاد يحيى السنوار؟

ولتقديم جوابا شاملا للإشكالية يجدر بنا الإشارة بشكل أولي لدور السنوار داخل الهيكل التنظيمي للحركة المقاومة:

من هو يحيى السنوار

في محاولة التطرق لسيرة حياة الشهيد يحيى السنوار، ارتأينا تقسيمها الى قسمين:

القسم الأول: نشأته وانضمامه لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”:

ولد يحيى إبراهيم حسن السنوار بتاريخ (٢٩ أكتوبر ١٩٦٢) في مخيم خان يونس، فأصوله تعود إلى مجدل عسقلان والتي احتلها الكيان سنة ١٩٤٨، مما دفع أهله للهجرة وأخذ مخيم خان يونس آنذاك مسكنا لهم. انضم يحيي السنوار الا حركة المقاومة الإسلامية حماس في ثمانينات القرن الماضي وسرعان ما تحول الا قيادي فيها بسبب فطنته وذكائه، فقد كان من اقترح على الشيخ أحمد ياسين آنذاك على تأسيس جناح الأمني للمقاومة سمي بجهاز الأمن والدعوة “مجد”، هذا الجهاز الذي كانت مهمته قطع الأذرع الاستخباراتية الداخلية للكيان من عملاء وجواسيس بالإضافة الا مهمات أخرى تولها هذا التنظيم مرتبطة بالأمن الداخلي لقطاع غزة.

القسم التاني: قيادته لحركة حماس:

أُفرجَ عن يحيى السنوار سنة ٢٠١١، بعد عملية تبادل أسرى أجرتها المقاومة مع الكيان في صفقة سمية “وفاء الأحرار” تضمنت الافراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، أخد السنوار يباشر قيام بأعماله القيادية داخل التنظيم فور تحريره، ففي ٢٠١٢ شارك في الانتخابات الداخلية لحماس وفاز بعضوية المكتب السياسي، بالإضافة الى توليه الإشراف على الجهاز العسكري لكتائب عز الدين القسام. الإضافةً الى انتخابه رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس داخل قطاع غزة بتاريخ (١٣ فبراير ٢٠١٧)، ورئيسا عاما للحركة بتاريخ (٦ غشت ٢٠٢٤) بعد اغتيال الرئيس السابق إسماعيل هنية.

٢– ماذا بعد يحيى السنوار؟

شكل خبر استشهاد يحيى السنوار بالنسبة للكيان نقطة تحول إيجابية في صراعه مع قوى المقاومة، خاصة مع ما تم تداوله في مشهده السياسي والإعلامي واستعمال خطاب النصر، وهذا ما تنبأ له رحمه الله في خرجته الإعلامية بعد حرب ماي ٢٠٢١.

فما أشبه اليوم بالأمس، يذكرني ما يحدث اليوم للصهاينة مع ما حدث للنازية عند اجتياحها وسيطرتها على الأراضي الفرنسية وأراضي أوروبا وإعلانها عن خطاب النصر، والنهاية يعلمها الجميع.

فلا يمكن إنكار أنه سيكون هنالك تأثير حتمي “مرحلي وليس دائم” بالنسبة للشكل والإطار التنظيمي لحركة المقاومة الإسلامية باستشهاد السنوار، كما حدث في الماضي مع اغتيالات التي طالت القادة السابقين كالشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وآخرون، لكن ستظل المقاومة كشجرة جذورها ممتدة لسنوات في “ايمان وفكر المقاومين” يمكن قطع غصن لكن لا يمكن استئصال الشجر، والتأكيد على الاستمرار نحو تحقيق الهدف الأسمى في تحرير الأراضي الفلسطينية، وأكد هذا رئيس حركة حماس في قطاع غزة خليل الحية في مقطع نعى فيه الشهيد يحيى السنوار، فالمقاومة لم ولن تتوقف باستهداف واغتيال قادتها ويتضح هذا مع ما شهدناه من تطور الذي حققته في مجالات عدة وخاصة على المستوين العسكري والجيوستراتيجي.

ألف خلف لخير سلف

بخصوص السؤال المطروح عنما بعد يحيى السنوار والأهمية والمتابعة التي يحظى به على المستويين الدولي والداخلي بالنسبة للفلسطينيين، خاصة مع الميراث الذي خلفته مدة قيادة القوية للسنوار في العديد من الأصعدة الاستراتجية وبشكل أساسي في الجانب التفاوضي مع الكيان على وقف الحرب، تم ربط مجموعة من الأسماء القيادية داخل حركة حماس بترأس وقيادة الحركة في فترة المقبلة:

أولهم: خالد مشعل، هو قيادي داخل حركة حماس، سبق له أن تولى قيادة الحركة في فترة ما بين ١٩٩٦-٢٠١٧؛

ثانيهم: محمد الضيف، كابوس الرعب للكيان. فهو عضو في حركة حماس، وأحد أهم قادة العسكريين داخل كتائب عز الدين القسام وعقل مدبر هجوم ٧ أكتوبر، حاول جيش الاحتلال اغتياله في العديد من المناسبات جميعها بائت بالفشل، آخرها في قصف جوي على منطقة المواصي في قطاع غزة بتاريخ ١٣ يوليوز ٢٠٢٤، والذي أسفر عنه مقتل حوالي ٩٠ فلسطينيا وإصابة ٣٠٠؛

ثالثهم: خليل الحية، هو عضو في المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس المكتب الإعلامي وتم تعيينه رئيس للحركة حماس في قطاع غزة؛

رابعهم: محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار. هو عضو في حركة حماس، يتمركز نشاطه بشكل أساسي داخل الجناح العسكري للحركة كأحد القيادي كتائب عز الدين القسام، بدأ اسمه يتداول بسرعة داخل أروقة الحكم لكيان بعد اغتيال أخيه.

استمرار العدوان

أصبح جليا أن المناخ العام بعد استشهاد السنوار، يستبعد تماما ولحدود اللحظة مسألة إيقاف الحرب أو الوصول الى اتفاق من أجل ذلك خاصة مع ما جاء به تصريح بينجامين نتنياهو، الذي قال ” الحرب لم تنتهي بعد، وحماس لن تحكم غزة بعد الآن”، استمرارا لما جاء به هذا الأخير صرح دانيال هغاري المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال أن “جيش مستمر في العمل في قطاع غزة ضد حماس وبنيتها التحتية”.

هذا ما يوضح التوجه قطعي ودائم بعدم وقف الكيان لعدوانه على غزة وأهاليها، دون أن يكن أي اهتمام لا لتوصيات الهيئات الدولية ولا للقيادة الأمريكية التي أصبحت تعارض استمرار الحرب، ففي آجر ندوتها أكدت كامالا هاريس “المرشحة الرئاسية” ونائب رئيس الحالي جو بايدن، أن مقتل السنوار يمكنه أن يحقق منعطفا هاما وإيجابيا في الجلسات التفاوضية بين الكيان والمقاومة، خلاف لما يقال مع ما يروج له الخطاب السياسي الإسرائيلي في هذا المنحى.

فالولايات المتحدة أدركت أن هذه الحرب أفقدتها سندها الدولي وأوضحت عيوب خطابها الديموقراطي لأمم الذي ظلت تحكم به لما يفوق الأربعة عقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top