اللقاء الأمني السعودية بالنظام السوري
انعطاف نحو فتح علاقات أم تفاوض على ملفات أمنية
نقلت صحيفة الغاردين البريطانية يوم 4 مايو 2021م ، عن مسؤول سعودي قوله : إن لقاءً بين مسؤولي المخابرات السعودية والسورية عقد في دمشق . وأوضحت الصحيفة أن رئيس المخابرات السعودية الفريق “خالد الحميدان” التقى أمس الإثنين اللواء “علي مملوك” نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية .
لم يكن هذا اللقاء الأول ، فقد سبق أن قام اللواء علي مملوك في منتصف 2015م ، بزيارة للرياض .
تأتي زيارة المسؤول الأمني السعودي بعد أن كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” في منتصف شهر إبريل 2021م ، عن محادثات بين “مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار” في بغداد ، وذلك نقلاً عمن وصفتهم بمسؤولين مطلعين .
من المعلوم أن التواصل والتنسيق الأمني بين الدول لا ينقطع مهما بلغت العلاقات من سوء وقطيعة سياسية ، لكن بقراءة السياق الزمني لهذا اللقاء ، فإنه يأتي مترافقاً مع مفاوضات الملف النووي الإيراني في فيينا ؛ لحلحلة الملفات العالقة بين السعودية وإيران، والتي تتضمن الميليشيات الإيرانية في المنطقة ، والصواريخ البالستية ، والمشروع النووي الإيراني ، إضافة للتناغم مع الحراك المحموم في المنطقة ؛ لترتيب الملفات العالقة وتطويق بؤر التوتر .
رغم محاولة النظام من خلال تسريبه للقاء ، والاستثمار به سياسياً قبيل الانتخابات الرئاسية ، التي يجريها النظام خلال الشهر الحالي ، واعتبار الزيارة هي لبحث إمكانية فتح السفارة السعودية في دمشق قبيل عيد الفطر ؛ ليظهر حجم تهافت الدول العربية لإقامة علاقات مع النظام ، لكن يبدو أن اللقاء الأمني السعودي مع النظام السوري ، كان لبحث العديد من الملفات ، تتعلق بملف شحنات المخدرات التي تصل إلى السعودية من سورية ، إضافة لجس نبض النظام ، وتقدير إمكانية تخلي النظام السوري عن إيران ، وخروجه من تحت النفوذ الإيراني لقاء إعادته إلى الجامعة العربية .
لكن لا يتصور أن تخرج السعودية عن الرؤية الأمريكية للعملية السياسية والحل في سورية ، والمطلوب من النظام السوري لرفع الحظر الاقتصادي والسياسي عنه ، إضافة لقناعة راسخة لدى المملكة في استحالة تخلي نظام الأسد عن إيران .
وهذا يعني : أن مخرجات مثل هذه الاجتماعات الأمنية محصلة صفرية في جانبها السياسي والاقتصار على التفاهمات الأمنية .