مركز مقاربات يحاور الاستاذ عقاب يحيى نائب رئيس الائتلاف
السؤال الأول : بعد جولة الروس ، وزوبعة الزيارة المفترضة لمسؤولين أمنيين سعوديين . هل الفيتو الأمريكي كان مانعاً لحملة التطبيع مع النظام ؟
الجواب : تحياتي لكم ولجهودكم … الجولة الروسية لم يكن قطافها مؤثراً .
بل كان الهدف تسويق انتخابات رأس النظام ضمن سلة من النقاط منها : عودة اللاجئين ، والإعمار … ولم يحققوا شيئاً ملموساً
أو تغييراً في مواقف الدول المعنية.
بغض النظر عن حقيقة زيارة وفد أمني سعودي – عالي المستوى – إلى سورية ، جاء النفي السعودي مؤشراً مهماً ، والأهم منه تأكيد مواقف المملكة العربية السعودية المعروفة والثابتة من النظام السوري ، وأنه لم يحصل أي تغيير فيها.
السؤال الثاني : بعد الــــــ 100 يوم ، تظهر ملامح الاستراتيجية الأمريكية تجاه الملف السوري هل ستكون استراتيجية منفصلة ؟ أم ملحقة بملفات المنطقة “إيران وروسيا” ونفوذهما ؟
الجواب : نأمل أن يتحول الموقف الأمريكي من إدارة الأزمة السورية إلى العمل على حلها ، من خلال موقف واضح ، تضع فيه الإدارة الحالية ثقلها ، وهو الأمر الذي لم يظهر بجلاء عبر العديد من المؤشرات حتى الآن ؛ لذلك نحاول جهدنا من خلال مكتب العلاقات الخارجية بالائتلاف ، وممثليتنا في واشنطن ونيويورك وعبر التنسيق المستمر مع الجالية السورية وتشكيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية العمل الدؤوب ؛ لبلورة موقف أمريكي حاسم من المسألة السورية بعيداً عن كونه ملحقاً بإيران ، أو بسياسة المصالح الكبرى الكونية.
السؤال الثالث : هل ترى روسيا تغرق في الرمال المتحركة السورية ؟ أم لديها أرواق إضافية لكي تلعبها ؟
الجواب : لا شكّ أن هناك نوعاً من التنافس ، أو اللاتوافق التام بين الاحتلالين الروسي والإيراني، والذي لا يصل حد الصدام ، وبالوقت نفسه اللوحة كما هي بارزة على مدار سنوات ، وجود الاحتلال الروسي في بلادنا ، ومحاولة ما يشبه تفويض روسيا بالملف السوري يتناقض مع فكرة ، أو وجود مشروع مضاد يدفع الوجود الروسي للغرق في الرمال السورية ، ويمكن أن يتحقق ذلك في حالة تغيير الموقف الأمريكي ، وحينها ستضيق خيارات روسيا بما فيها الأوراق التي توظفها وتلعب بها.
السؤال الرابع : هناك حراك دبلوماسي تركي عربي ، هل ترى أن هذا الحراك مضاد لإيران ؟ يهدف لصناعة جبهة ضدها ؟ أم أن هناك رغبة في تصفير مشاكل المنطقة.
الجواب : كل تقارب عربي عربي ، وتركي عربي ، مرحب به جداً من قبلنا ، ونعتبره لصالح القضية السورية ؛ لذلك ندعمه ، ونتمنى أن يتجسّد في مواقف مشتركة ، ولا شكّ أن المسألة السورية ستكون حاضراً قوياً فيها.
أما اعتباره مضاداً لإيران فيجب التدقيق … وإن كان أي توافق تركي سعودي سينعكس إيجاباً على مواجهة الأخطار الإيرانية التي تطال عموم الدول العربية ، وبالأخص دول الخليج العربي
السؤال الخامس : في الآونة الأخيرة كانت الضربات الإسرائيلية ممنهجة ونوعية على مواقع حساسة ، هل مقولة أن مهمة إخراج إيران من سورية أُسندت لإسرائيل وبمباركة روسية ؟
الجواب : واضح أن إسرائيل – وبتنسيق مع روسيا ، وضوء أخضر أمريكي – هي التي تتولى التضييق على أذرع إيران في سورية – خاصة حزب الله – ومنع إيصال الأسلحة والإمدادات له.
لكني لا أرى أن هذه الضربات تهدف إلى إخراج الوجود الإيراني من سورية فمثل تلك العملية الكبيرة – وإيران متغلغلة في المجتمع السوري – تحتاج إلى تضافر جهود مجموعة قوى مهمة وعلى رأسها أمريكا ، ووفق خطة واضحة.