التقرير الإعلامي للديوان الثقافي “التواجد الإيراني في سوريا”

تعددت وتنوعت التدخلات الخارجية في سوريا في السنوات العشر الماضية، وإذا كانت التقديرات تذهب إلى قول، إنَّ التدخل الروسي كان أهم التدخلات الخارجية في نتائجه المباشرة، فإنَّ التدخل الإيراني هو الأهم في نتائجه البعيدة، وهو الأعمق والأكثر شمولية من أي تدخل آخر.
الفارق بين التدخل الإيراني وغيره من التدخلات، أنَّ الأول تواصل في إطار استراتيجية إيرانية بدأت قبل أكثر من أربعين عاماً مع بدء نظام الأسد الأب ونظام الملالي علاقاتهما عام 1979؛ مما فتح أبواب سوريا على وسعها لتدخلات إيرانية متعددة المجالات والمستويات، حيث اشتغل الإيرانيون عبر مؤسسات رسمية ودينية وشخصيات في كل ما استطاعوا من شؤون سياسية واقتصادية وثقافية وتعليمية من دون أن يغفلوا عن الاهتمام بالمجالات الأمنية والعسكرية العنيفة، ولم تقتصر تدخلاتهم على المستوى الرسمي في علاقاتهم مع كبار المسؤولين والمؤسسات الرسمية، بل شملت النخبة السورية في قطاعاتها وصولاً للأوساط الشعبية.

وللحديث عن التواجد الإيراني في سوريا وأشكاله المختلفة أقام مركز مقاربات للتنمية السياسية في مقره في إسطنبول ديوانه الشهري الأربعاء 20/تموز 2022، ديوان علي عزت بيجوفيتش وهو ديوان ثقافيٌّ ذو بعْدٍ سياسيٍّ يُعقد بين النُّخَب السِّياسيّةِ والمُفكرين والشَّباب المُهتمّينَ، وذلك باستضافة الأستاذ المهندس مطيع البطين مؤلف كتاب “الاحتلال الإيراني لسوريا” والمتحدث الرسمي باسم المجلس الإسلامي السوري، وحظي اللقاء بتفاعل وإثراء مميز من الحضور الكرام من خلال مداخلاتهم وأسئلتهم وتعقيباتهم.

افتتح الأستاذ البطين اللقاء بمقدمة نظرية معرفية حول تاريخ التواجد الإيراني بسوريا وحقيقة المشروع الإيراني في المنطقة من خلال استعراض تدخلاتهم على المستوى العسكري والثقافي والسياسي ودخولهم قطاع التعليم.

في المحور الثاني تكلم الباحث عن الهوية السورية وخصائصها وكيف تُستهدف من قبل إيران وأثر الاستهداف هذا في تفتيت البلاد والفرقة والضياع.

تعرض البطين أيضا للممارسات التي تنشر الطائفية وتثير النعرات العنصرية بين مكونات المجتمع السوي، كما ضمّن حديثه التغييّر الديمغرافي الحاصل في سوريا والمصالح الإيرانية فيه.

وقبل الانتقال لفقرة النقاش والحوار التي أثرت اللقاء موضوعياً ذكر الباحث عدة أدوات ومشاريع يمكن العمل عليها من قبل المجتمع السوري للتخفيف من آثار التدخل الإيراني ومواجهة ممارساته.

يهتم مركز مقاربات للتنمية السياسية بتفعيل الحوار السوري السوري، وإيجاد مساحات للنقاش وتبادل الآراء والتي من شأنها أن تنضج كثير من القيم والأفكار وتساهم في تعزيز الهوية السورية وبناء مستقبل لسوريا الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top