الزلزال السياسي في تركيا...الانتخابات الرئاسية 2023

الزلزال السياسي في تركيا…الانتخابات الرئاسية 2023

يُجمع الشعب التركي وكل من يتابع مسير الحياة السياسية في تركيا أنّ انتخابات 14 أيار 2023 القادمة تُعَدّ مصيرية وتاريخية ويمكن وصفها بـ الزلزال السياسي في تركيا على الأحزاب السياسية بشكل خاص وعلى الشعب التركي بشكل عام، وذلك لعدة أسباب:

– أنّ المعارضة التركية لم تعدْ تتقبّل الهزيمة أمام أردوغان مما دفعها لتشكيل تحالف الطاولة السداسية التي لم تجتمع على شيء سوى هزيمة أردوغان.

– والسبب الآخر أنّ أردوغان لن يقبل أن يختم حياته السياسية بخسارة أمام كيليشدار أوغلو. فكلا الطرفَين لديهم أوراق قوّة أظهروا بعضها واحتفظوا ببعضها لحملتهم

– والسبب الآخر أنّ أردوغان لن يقبل أن يختم حياته السياسية بخسارة أمام كيليشدار أوغلو. فكلا الطرفَين لديهم أوراق قوّة أظهروا بعضها واحتفظوا ببعضها لحملتهم الانتخابية، ويوجد تحدٍّ كبير أمام كل الأطراف المرشّحة أنّ الوضع الاقتصادي والمعيشي في تركيا يزداد سوءاً فالليرة مازالت في هبوط متسارع والتضخم والغلاء أتعب الجميع.

فهل سيمرّ هذا الزلزال السياسي في تركيا بسلام أم أنّه سيكون حرب كسر عظم بين الأطراف المتنافسة؟

أربعة مرشحين يتنافسون في الانتخابات الرئاسية بعد أن حدّد قانون الانتخابات أن المرشّح يُمكنه أن يتقدّم من خلال حزب برلماني أو من خلال جمع مئة ألف توقيع مواطن يحقّ له التصويت.

رجب طيب أردوغان مرشّح تحالف الجمهور

كمال كيليشدار أوغلو مرشّح الطاولة السداسية

محرم إينجه وسنان أوغان تمكّن كل منهم من جمع مئة ألف توقيع

المرشح الأول والأبرز هو الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان حيث تقدّم حزب العادلة والتنمية الحاكم وحليفه الحركة القومية بمرشحهم أردوغان

من هو أردوغان؟

رئيس حزب العدالة والتنمية والرّئيس الحالي للجمهورية التركية
وُلد أردوغان في اسطنبول سنة 1954 وتعود أصوله لمدينة ريزا، درس العلوم الاقتصادية في جامعة مرمرة وتخرج منها سنة 1981

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

ينتمي أردوغان للتيار الإسلامي المحافظ وكان من أنشطته السياسية المبكرة رئاسة فرع الشباب لحزب السلامة الإسلامي 1976
ولكن بعد انقلاب عام 1982 توقّف عن العمل السياسي ثم عاد بعد ذلك مع تأسيس حزب الرّفاه وتمّ اختياره رئيساً للحزب في اسطنبول

وفي عام 1994 تمّ انتخاب أردوغان رئيساً لبلدية اسطنبول ومنها سطع نجمه من خلال النجاحات التي حقّقها في البلدية، ولكنّه حوكم بالسجن عام 1997 وأنهيت رئاسته للبلدية.

بقي أردوغان يمتلك الطاقة والقوّة رغم كل الظّروف التي مرّ بها بعد المحاكمة ففي عام 2001 أسّس مع أصدقائه حزب العدالة والتنمية فاستطاع من خلاله الوصول للسّلطة عام 2002 وترأّس رئاسة الوزراء.

انتخب أردوغان سنة 2014 رئيساً للجمهورية انتخاباً مباشراً من الشعب وفي عام 2017 حوّل البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرّئاسي ضمن استفتاء شعبيٍ ليكون الرئيس الأوّل ضمن النظام الجديد سنة 2018 

حافظ حزب العدالة على تحالفه مع حزب الحركة القومية ضمن تحالف الجمهور.

كمال كيليتشدار أوغلو صاحب الحظ السيء

المرشّح الثاني للانتخابات صاحب الحظ السيء في منافسة أردوغان وزعيم أكبر حزب معارض هو كمال كيليشدار أوغلو
ولد كيليشدار سنة 1948 في ولاية تونغلي شرق الأناضول في عائلة من الطائفة العلوية تعود أصولها إلى خرسان في إيران

مرشح الطاولة السداسية كمال كيليتشدار أوغلو

تخرّج من أكاديمية أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية سنة 1971
انضمّ لحزب الشعب الجمهوري سنة 2007 الذي أسّسه مصطفى كمال أتاتورك وفاز كيليشدار بعضوية البرلمان في نفس العام

ترشّح لرئاسة بلدية اسطنبول 2009، ولكنه خسر

تولّى رئاسة حزب الشعب الجمهوري أكبر الأحزاب المعارضة سنة 2010، ولكنه كان سيّء الحظ فلم يستطع تحقيق أيّ فوز أمام منافسه أردوغان باستثناء انتخابات البلدية 2019 حيث استطاع حزب الشّعب الجمهوري حصد رئاسة بلديتي أنقرة واسطنبول بعد نحو ربع قرن من سيطرة المحافظين

شكّل حزب الشعب منذ عام 2018 تحالفاً مع حزب الجيد الذي تترأسه ميرال أكشنار، عرف هذا التحالف باسم تحالف الأمّة لينضمّ إليهم بعدها أربعة أحزاب معارضة لأردوغان: (حزب السعادة، حزب المستقبل، حزب الديمقراطية والتقدم، الحزب الديمقراطي) عُرف هذا التحالف باسم الطاولة السداسية والتي أعلنت كيليشدار مرشّحها لانتخابات 2023

محرم إنجه المرشح الثالث

المرشّح الثالث المعارض لأردوغان والمعارض لكيليشدار والذي استطاع جمع مئة ألف توقيع ليتمكّن من دخول السباق الرئاسي 

محرم إنجه زعيم حزب البلد من مواليد ولاية يالوفا سنة 1964، تخرّج من جامعة أولداغ في بورصا
انتخب لعضوية البرلمان عن الحزب الجمهوري من عام 2002 ولغاية 2015
شغل منصب نائب رئيس الكتلة البرلمانية

مرشح حزب البلد محرم إنجه

ترشّح لرئاسة الحزب في مواجهة كيليشدار سنة 2014 و 2018 ولكن لم يحالفه الفوز
ليتقدّم للانتخابات الرّئاسية في مواجهة أردوغان سنة 2018 مدعوماً من حزب الشعب ولكنه أيضاً خسر ليعلن بعدها انشقاقه عن حزب الشعب وتأسيس حزب البلد
عُرف عن إنجه تمسكه بآرائه المتشدّدة حول علمانية الدولة ومعارضة الطرق الدينية

سنان أوغان صاحب المواقف اليمينية المتطرفة

المرشّح الرابع صاحب المواقف اليمينية المتطرّفة والمرشّح عن تحالف الأجداد سنان أوغان الذي استطاع جمع مئة ألف توقيع ليدخل السباق الرئاسي المقبل.

مرشح تحالف الأجداد سنان أوغان

وُلد سنة 1967 وينحدر من أصول أذربيجانية، درس العلوم الإدارية والاقتصادية في جامعة مرمرة وحصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة روسية
دخل الحياة السياسية مع حزب الحركة القومية ودخل البرلمان 2011
طرد من حزبه 2015 ثم عاد إليه بعد أن كسب دعوة قضائية ليطرد مرة أخرى 2017
لينضمّ بعدها إلى حزب الظفر الذي يترأسه اليميني المتطرف أوميت أوزداغ

ليُعلن نفسه مرشّحاً عن تحالف الأجداد، عُرف عن أوغان مواقفه العنصرية ضد الأجانب وخاصّة ضدّ السوريين ليكون على رأس برنامجه الانتخابي إعادة السوريين إلى بلادهم

من هو الرئيس القادم لتركيا؟

ربما تكون الكفّة متوازنة بين أردوغان وكيليشدار، وحظوظ الطرفين كبيرة في الفوز ولكن كما يقال في السّياسة لا يمكن الرهان على نتائج الانتخابات حتى في ساعاتها الأخيرة

الأستاذ مؤيد حبيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top