اندلعت موجة احتجاجات في مدينة السويداء السورية تمثلت في البداية بمظاهرات سلمية تنادي بسقوط نظام أسد، وامتدت بعدها لإغلاق مقرات حزب البعث وإضراب عام، وما زال نظام أسد يتعاطى مع هذه الاحتجاجات بشكل سلبي ملحوظ، لم يشتمل على أكثر من إرسال الوفود السياسية.
ويتسائل السوري اليوم عن مآلات هذه الاحتجاجات وتداعياتها، وعن سبل نصرة أخيه في مدينة السويداء ضد النظام المجرم، وعمّا إذا كانت هذه ثورةً جديدة يمكن استغلالها لإنهاء ما بدأه السوريون قبل اثنتي عشرة عاماً مزجت بالدماء والتهجير والاعتقال القسري.
ولمناقشة هذا الموضوع أكثر، أقام منبر مقاربات الشبابي بالتعاون مع وقف الديانة التركية (المركز الثقافي) ندوة حوارية مفتوحة تحت عنوان “أسباب الحراك الشعبي في مناطق النظام وآليات الاستثمار فيه” في مدينة اعزاز السورية، مع كوكبة من الشباب الناشط في الشأن العام السوري.
الفقر سبب الحراك الجديد:
أكد فريق من الحضور بأنه كان للفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية دور بارز في الحراك الأخير في كافة المناطق، وقد أكدوا أن هذا ليس بالمَعيب، فمن الشجاعة أن تخرج على من يسرقك ويظلمك ويخوفك.
وذكر الحضور أنه يمكن الاستفادة مما يحدث من خلال عدة نقاط:
- إنتاج خطاب يراعي وجود الأطياف المختلفة في سوريا، فهذا يمنح السوريين قبولاً لدى المنظومة الدولية
- تنشيط الحراك الثوري في المناطق المحررة
- الانتباه إلى أن أهداف ذلك الحراك قد لا تلتقي مع أهداف الثورة الأولى.
وقد أيّد فريق آخر من الحضور بأن الحراك القائم هو أحد نتائج الصراع الدولي و تصادم المصالح، وأنه لم يقم لخدمة أهداف الثورة أساساً، وبالتالي، هو ناتج عن تصفية حسابات على الساحة السورية، فأمريكا محتاجة للمكون السني والدرزي لمواجهة أجندات إيران وروسيا، حتى أن الحراك بين العشائر وقسد مخطط له مسبقاً. وقد أيد أصحاب هذا الرأي رأيهم بأن الحراك المتسارع خلال أسابيع ومنها حركة الضباط الأحرار، والحراك في السويداء ودرعا وحلب وحتى في مناطق قسد كلها مؤشرات لوجود تدخل خارجي، وأن النظام في فترة احتضار، وبالتالي قد يكون قيام السويداء اليوم هو من أجل تقاسم تَرَكَة النظام بعد سقوطه.
الدروز في الثورة
الدروز كانوا موجودين في الثورة في بدايتها، منهم ماهر شرف الدين، وفيصل القاسم، وغيرهم، لكن فيما بعد، انكفأ صوت المعارضة الدرزية لأسباب مختلفة استطاع النظام استغلالها فأعطاهم بعض الامتيازات وهم بدورهم استغلوا هذه الامتيازات لصالحهم واستطاعوا حماية أنفسهم في الفترة الماضية.
أخيراً، وصل الحضور لعدة نتائج مهمة تم تلخيصها كالتالي:
1- نحن بحاجة إلى خطاب متوازن وطني يحافظ على مبادئ الثورة وعلى حقوق الشعب السوري كاملة.
2- تم تسليط الضوء على فكرة خطيرة يطرحها أهل السويداء وهي فتح معبر خاص بهم مع الأردن، وهذا قد يخنق أهل درعا.
3- يجب اختيار أشخاص أصحاب كفاءة وثقة وثورية ليمثلوا المحافظات وتتصدر الخطاب الثوري من أجل تمثيل الساحة السورية في الفترة القادمة.
4- العمل على بناء الثقة مع المؤسسات الموجودة كالحكومة المؤقتة والائتلاف وإعادة هيكليتها على مستوى الأشخاص والأفكار.
5- يجب الإصلاح على المستوى الداخلي في المحرر وتخليصه من كل خائن أو مفسد بالإضافة إلى تنشيط المظاهرات في هذا الوقت.
6- تفعيل التواصل بين مؤسسات الثورة والأشخاص والمفكرين من أجل الاستعداد لمرحلة ما بعد سقوط الأسد.
7- عدم بناء آمال كبيرة على هذا الحراك كي لا نصاب بالإحباط إذا تم السيطرة عليه، وبالمقابل علينا الاستمرار بتصحيح مساراتنا
8- يجب علينا سحب ورقة حماية الأقليات من يد النظام، إذ إنه من صالح الثورة السورية التعدد الطائفي
9- يجب عدم التشجيع على رفع علم الثورة في مناطق الدروز لعدم إتاحة للنظام الذريعة ليصف الحراك بأنه إرهاب أو ما شابه، إذ إن من عادة النظام أن يقوم بأعمال إرهابية كالتفجيرات أو الاغتيالات في تلك المناطق ويدعي بأنها أعمال إرهابيين اسلاميين.