مساعي إيران لاستغلال حرب غزة لتمكين وكلائها في المنطقة

مساعي إيران لاستغلال حرب غزة لتمكين وكلائها في المنطقة

في سياق النقاش حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتداعياته الإقليمية والدولية، غدا تحليل الموقف الإيراني يأخذ الحيز الأكبر من التحليلات السياسية، وحيث إن إيران كانت من الدول الإقليمية التي ترفع شعار “المقاومة الفلسطينية” كان هناك دائمًا الكثير من النقاشات حول “الموقف الإيراني” في كثير من الأروقة السياسية، وبعد تبين برود هذا الموقف بدأت نقاشات نقدية للنهج الإيراني في الداخل الفلسطيني عند بعض المقربين من حركة حماس، حيث كانوا قد وضعوا سقفًا أعلى للموقف الإيراني، وخاصة أن إيران في الأيام الأولى من عملية طوفان الأقصى لوحت بأنها قد تتجه إلى التصعيد أكثر في حال لم يتوقف العدوان على غزة. وقد بقي الموقف الإيراني باردًا على الرغم من الضربات الأخيرة التي تلقاها الحرس الثوري الإيراني في دمشق ومقتل قيادات مهمة في الحرس، لذلك، كان من الضرورة في مكان التعمق في الجانب التحليلي في السلوك الإيراني وفهمه بشكل أدق لمحاولة استشراف هذا السلوك السياسي، وخاصة أن وجود بؤرة نزاع في الشرق الوسط مهمة لتوسيع النفوذ وتحقيق المكاسب عند كل ساع بتعزيز النفوذ الإقليمي.

وفي سياق متصل، أقام مركز مقاربات للتنمية السياسية في ديوانه الشهري، ديوان علي عزت بيجوفيتش، ندوة حوارية بعنوان “مساعي إيران لاستغلال حرب غزة لتمكين وكلائها في المنطقة” باستضافة أ. فراس الفحام، الباحث في مركز أبعاد للدراسات، وكوكبة من العاملين في الشأن السياسي والمجتمعي.

بدأت الندوة بحديث الضيف عن منهجية إيران في التعامل مع القضية الفلسطينية قبل عملية طوفان الأقصى، وكيف أن إيران كانت تسعى دائمًا لعدم إضفاء صفة عربية أو قومية لهذه القضية، وتدفع لإعطائها صبغة إسلامية قدر الإمكان، ليكون لها نوع من التحكم الأكبر، وكيف كانت على هذا الأساس دائمًا ترفض أن تُقدم منظمة التحرير الفلسطينية على أنها ممثل وحيد للشعب الفلسطيني.

وتحدث الضيف بعدها عن استراتيجية إيران في المنطقة وأنها تُلخص بهدفين هما، عدم المواجهة المباشرة، وإتاحة المساحة لوكلائها في المنطقة لحصد المكاسب.

وفيما تلا ذلك، تطرق الضيف بحديثه عن وكلاء إيران في الشرق الأوسط وسلوكهم في التعامل مع طوفان الأقصى لتحقيق مكاسب تنعكس في النهاية لتصب في المصلحة الإيرانية.

بالإضافة لما قدمه أ. فراس، أضاف ضيوف الندوة تعقيبات مهمة في هذا السياق، حيث حضر اللقاء كوكبة من الناشطين في الشأن السياسي والباحثين والعاملين في الشأن العام.

امتدت الندوة ساعتين، وقد تم في يوم الجمعة الموافق لتاريخ 26/1/2024 وسيتم نشر اللقاء كاملًا على معرفات مركز مقاربات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top