Search

ورشة تدريبية بعنوان ” العمل السياسي في المنفى خبرات مقارنة “

مركز مقاربات للتنمية السياسية

ورشة تدريبية بعنوان ” العمل السياسي في المنفى خبرات مقارنة “

المدرب: د. محمد عفان

الزمان: 26-27/7/2024م

المكان: مركز مقاربات للتنمية السياسية/ إسطنبول -باشاك شهير

في أعقاب انكسار الثورات العربية، تزايدت موجة الهجرة واللجوء السياسي، وصحبها تصاعد ملحوظ في النشاط السياسي في الخارج، -خصوصا- مع غلق المجال العام، والتضييق على مسارات العمل السياسي الرسمي في الوطن. فقد واجهت المبادرات السياسية أنشطة المعارضة بالخارج تحديات عدة، أثرت سلبًا على فاعليتها وعلى قدرتها على الإنجاز، وبهدف سد الفجوات وتدارك الأخطاء أعلنت وحدة التأهيل والتدريب في مركز مقاربات للتنمية السياسية عن إطلاقها ورشة تدريبية بعنوان “العمل السياسي في المنفى خبرات مقارنة” لمدة 12 ساعة تدريبية وذلك بتاريخ يوم 26-27/7/2024 م

 تهدف الورشة إلى:

  • الإلمام بالأشكال المؤسسية وأنماط النشاط المختلفة للعمل السياسي بالمنفى.
  • الوقوف على أهم المعوقات التي تواجه الناشطين السياسيين في الخارج. 
  • فهم أسباب تعقد العلاقة بين معارضة الداخل والخارج، ومدى إمكانية التعاون بينهما.
  • إدراك الفرص والتحديات التي يمثلها مجتمع المهجر للناشطين السياسيين بالخارج.
  • فهم أنماط العلاقة المختلفة بين مجتمع المنفى والدول المضيفة، ومحددات العلاقة بينهما.
  • الاطلاع على تجارب وخبرات تاريخية متباينة للعمل السياسي في المنفى.

 اليوم الأول من التدريب:

 في سبيل الوصول إلى الأهداف المحددة انطلقت الورشة في تحديد إطار مفاهيم مميز بين اللاجئين والمهجرين والمنفيين يقوم على أساس موقوفهم السياسي من النظام السياسي في بلدهم الأصلي ورغبتهم في التغيير كعامل مميز في الإداء من جهة وبين الحالة النفسية والشعور بالتهديد وضرورة النضال السياسي لتغيير النظام من جهة أخرى. ثم قدمت الورشة النماذج المؤسساتية المختلفة للعمل في الخارج كحكومة المنفى، والمجالس الوطنية في المنفى، الأحزاب السياسية خارج الحدود، المعارضة المسلحة وحركات التحرر. وتقديم تصور حول ما هي خيارات العمل السياسي في المنفى؟  من خلال طرح ثلاث مقاربات:

  • مقاربات اصلاحية للنظام القائم وسياساته العامة أو تغيير النظام بالقوة العسكرية.
  • الارتكاز على القيادات السياسية أم بناء مؤسسات معارضة قوية.
  • الالتفاف حول القيادة التقليدية أم تشكيل قيادة جديدة.
  • العمل الجبهوي والإطار التنسيقية أم العمل بشكل مستقل وفردي.

وبعيد الاستراحة الثانية تناولت الورشة دراستين حالة لفهم اختلاف التجارب والتمايز حسب الظروف الداخلية والخصوصية الثقافية وأدوات التغيير.

الحالة الأولى: الجبهة الوطنية المصرية 1980م:

وهي جبهة عمل سياسي معارضة، تأسست بعيد توقيع الرئيس المصري أنور السادات لاتفاقيات السلام في كامب ديفيد، أطلقها الفريق الشاذلي مع مجموعة من المصريين معارضين من تيارات إسلامية منهم القيادي سالم عزام، وشيوعية منهم أديب ديمتري، وشكل التيار الناصري العنصر الأهم ضمنها. ولقد توزعت أعمال الجبهة ضمن دول الرافضة للاتفاقية المعروفة بدول “جبهة الصمود والتصدي” كسوريا، والعراق، والجزائر، خلال فترة الثمانينيات. لقد استمر نشاطها خلال تلك الفترة، ولكن التغيرات الدولية، كانهيار الاتحاد السوفيتي، وحرب الخليج وطول فترة النضال، ساهمت في تراجع دورها ليعود الفريق الشاذلي إلى مصر عام 1992م، وتعد النهاية الفعلية لنشاط الجبهة كتيار معارض في الخارج. ولقد طُرحت المقاربة التالية لفهم تجربة الجبهة “رغم وجود الفريق الشاذلي على رأسها، ودعم دول جبهة الصمود والتصدي، توافرت للجبهة الوطنية المصرية عوامل ذاتية لتكون فاعلا في السياسة المصرية، فلماذا لم تتمكن هذه الجهة من تحقيق أي إنجاز سياسي ملموس؟ “

الحالة الثانية: إعلاميات آية الله الخميني في المنفى:

بعد نفي آية الله الخميني عام 1964، عمل من منفاه في العراق على تسجيل وارسال كاسيتات لمريديه وأتباع، سميت فيما بعد بإعلاميات آية الله، وانتشرت من قم إلى جميع مناطق أيران. أنقسم فيها خطاب الخميني بتعامله مع نظام الشاه إلى الرسائل التالية:

  • عدم التركيز على الشاه في المرحلة الأولى ولكن التركيز على فساد النظام وبعده عن الشريعة.
  • رفض الصراع مع الجيش والمؤسسة العسكرية وعدم قبول الدعوة لذلك من التيارات المعارضة الأخرى.
  • تحفيز الشعب لعدم مواجهة الجيش والتحفيز على الشهادة في سبيل إقامة الدولة.
  • توجيه خطاب للمؤسسة العسكرية بضرورة الانشقاق وترك الخدمة في جيش الشاه.
  • تعزيز اللقاءات الصحفية مع الصحافة العالمية بعيد أبعاده إلى فرنسا.

ولقد طرحت المقاربة التالية لفهم التجربة كيف تمكن الخميني من الحفاظ على تأثيره القوي داخل أيران رغم سنوات المنفى، ولماذا أثبتت تجربته في تحيد الجيش عن نظام الشاه فعاليته؟

وتناولت الفترة الأخيرة من التدريب، تناول أهم وأبرز التحديات التي تواجه العمل السياسي في المنفى، ويمكن تقسيمها إلى مجموعة من الموضوعات:

  • تحدي الفاعلية: كالبعد عن الوطن، والانقسامات الداخلية، والعوائق الشخصية والنفسية، والإحباط من عدم الفاعلية.
  • تحدي المصداقية: شرعية العمل السياسي في الخارج، واكتساب سلطات الأمر الواقع الشرعية، الوصم بعدم الوطنية، التكسب من خلال العمل السياسي.
  • تحديد الوقت: الوقت يعتبر مورد أساسي من موارد العمل السياسي وقد تضعف الإرادة مع الوقت.
  • تحدي القمع العابر للحدود: كالتقيد الحركة، والإيذاء عن بعد، الاغتيال أو التصفية.
  • وبعد عرض التحديات تم طرح كيف تكتسب المعارضة شرعيتها خلال عملها في المنفى؟

اليوم الثاني من التدريب:

في الفترة الأول من التدريب، العلاقة مع القوى الوطنية والتفاعلات بين المنفى والداخل

إدارة العلاقات مع الأطراف الوطنية:

وتنقسم القوى الوطنية إلى مجموعتين كفاعلين بين الداخل والمهجر

معارضة الداخل، وتوزعت المقاربات حول الأفكار التالية:

  • استراتيجية النظام القمعي لتقسيم المعارضة لداخل وخارج
  • العوامل المؤثرة على قدرة قادات المنفى على التواصل مع معارضة الداخل
  • تنوع الأولويات بين معارضة الداخل والمنفى
  • تناقضات العلاقة بين معارضة الداخل والمنفى
  • تأثير تطور وسائل التواصل في تقليص الفجوة بين الداخل والخارج.

المهجر دوره في العمل السياسي: العوامل التي تدعم فعالية المهجر في العمل السياسي، وتضارب الأولويات بين مجتمع المهجر والمنفى.

وبعيد الاستراحة الثانية، تناولت الورشة دراسات حالة لفهم اختلاف التجارب، والتمايز حسب الظروف الداخلية والخصوصيات الثقافية والانقسام الأيدلوجية.

الحالة الثالثة: المعارضة الروسية في الشتات بعد الثورة البلشفية:

بعيد انتصار الثورة البلشفية في روسيا وسيطرة لينين على حكم موسكو، توزعت القوى المعارضة للثورة البلشفية في دول الشتات في أوربا الغربية، وانقسمت إلى مجموعتين إيدلوجياً:

المجموعة الأولى الجمهوريين: وكان بينهم أعضاء سابقين في الحزب الاشتراكي الثوري، والديمقراطيين الدستوريين، والديمقراطيين الاشتراكيون، وكذلك جمهوريين غير اشتراكيين، وكانت الشخصية الأبرز ضمن هذا التيار هو ألكسندر كيرينسكي رئيس الحكومة الروسية المؤقتة.

المجموعة الثانية الملكيون: هم طبقة من الروس الطامحين إلى عودة القيصر، كالكنيسة الأرثوذكسية وكان هدفهم عودة حكم ال رومانوف، ولقد تجمع حول نيكولاس نيكولاييفش و كيريل فلاديميروفيتش.

انقسمت كل مجموعة داخلياً، وعاشت صراعات أيدلوجية خلال فترة ما بين الحربين.  خلال الحرب العالمية الثانية تزايدت الشرعية الدولية للحكومة السوفيتية، وتراجعت قوة المعارضة في الشتات.

 ولقد طرحت هذه الحالة أثر العوامل الذاتية والانقسامات الأيدلوجية على عمل المعارضة في المنفى.

الحالة الرابعة: محاولة الانقلاب الجبهة الوطنية بالسودان 1976م

 وهي محاولة انقلاب خططت لها المعارضة السودانية ضد نظام الرئيس جعفر النميري، من خلال التدخل بقوة عسكري انطلاق من ليبيا.  خلال المرحلة الأولى من الانقلاب، تمكنت القوات الانقلابية من السيطرة على الخرطوم والإذاعة السودانية، ولكن سوء التخطيط وضعف الخبرات، واستعادة حكومة النميري لقوتها ساعد على فشل المحاولة بشكل كامل.

ولقد طرحت هذه الحالة العوامل الذاتية وضعف التخطيط ودور الدولة المستضيفة في فشل المحاولة.

إدارة العلاقات مع الأطراف الدولية:

تمحورت هذه الجزء حول ما هي الآليات المناسبة لحفظ المعارضة في المنفى درجة مقبولة من الاستقلالية عن الدولة المضيفة، وعلى أي أساس تكون العلاقة مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية.

ختاما:

أكد المشاركين في التدريب بعد الاطلاع على التجارب المختلفة على مجموعة من النقاط المشتركة:

  • تباين واختلاف تجارب المعارضة في المنفى، وعدم وجود نموذج مثالي للعمل السياسي في المنفى.
  • محدودية تأثير العمل السياسي في المنفى على الداخل لأسباب مختلفة.
  • ضرورة فهم العوامل الذاتية والدولية والتطورات التاريخية خلال العمل في المنفى.

وفي نهاية التدريب قامت إدارة مركز مقاربات للتنمية السياسية بتسليم شهادات المشاركة للحضور، وتقديم الشكر للدكتور محمد عفان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top