الفرق بين الشـيعة والمشــروع الإيــراني

حسن الدغيم كاتب سوري

الشيعة واقع موجود يجب احتواؤه ضمن الدولة الوطنية المعاصرة، بينما المشروع الإيراني هو مشروع عدواني استعماري ينبغي مقاومته وهزيمته.
الشيعة طائفة دينية تنتمي بعمومها إلى الإسلام، وتتفرع إلى أكثر من ثلاثين فرقة، منها ما انقرض ومنها ما لا يزال معاصرًا. تختلف هذه الفرق في الأصول والفروع، وتتنوع بين الاعتدال والمغالاة، وفي داخل كل فرقة، نجد غلاةً ومعتدلين. بعض هذه الفرق، خاصة الغلاة من الباطنية والغنوصية، خرجت من الإسلام، وفقًا لآراء العلماء. وتعد الإمامية أكبر فرق الشيعة، وهي طائفة تؤمن بغيبة المهدي وخروجه في آخر الزمان.
قبل المشروع الإيراني، لم تكن هذه الطائفة الإمامية تمثل مشكلة كبيرة، بل كان لها دور في التصدي للغزاة من الصليبيين والمغول، وكانت إلى حد ما مندمجة في الوسط الإسلامي، رغم أن علماء السنة اعتبروا معتقداتها ضالة. كما أن الخيانة في التاريخ الشيعي ليست ظاهرة عامة، إذ لا يمكن اعتبار خيانة بعض الشخصيات مثل ابن العلقمي تعميمًا على الطائفة بأكملها، فحتى بين أهل السنة هناك من الخونة ما يكفي، والخيانة ليس لها مذهب.
الفرقة التي شكّلت مصدر اضطراب وتوتر في التاريخ هي الإسماعيلية، إذ انتهجت الغدر وارتكبت جرائم الاغتيال السياسي، وأحيانًا تعاونت مع الأعداء. من أبرز منسوبيها القرامطة والحسن بن الصباح، زعيم الحشاشين، وبعض ملوك الفاطميين.
لكن الذي غيّر الصورة وحوّل الشيعة من طائفة دينية معتزلة إلى طائفة سياسية نشطة، وربط سمعة الشيعة بالإرهاب والجريمة والاحتلال، هو المشروع الإيراني بصورتيه:
الأولى: الصفوية
ظهرت هذه الحركة كطريقة صوفية هجينة، أسسها صفي الدين الأردبيلي (كردي الأصل)، وقادها إسماعيل الصفوي (تركي الأصل)، بينما كان عقلها الاستعماري فارسيًا. بعد تشيع الفرس، اعتنقوا الطريقة الصفوية ووسعوا بها دولتهم، مدعومين بعلماء الشيعة الإمامية من جبل عامل في لبنان.
الثانية: الخمينية
تقوم هذه النظرية السياسية الدينية على مفهوم “ولاية الفقيه”، الذي يختصر بأنه طالما أن المهدي غائب، يتولى الفقيه قيادة الدولة والجهاد باسمه إلى أن يظهر. هذه النظرية غيّرت حياة الشيعة، وحوّلتهم إلى أداة للثورة وتصديرها، ونصبت الخميني وخلفاءه أولياء أمور المسلمين. أثارت الخمينية العداوة والبغضاء في العالم الإسلامي، مبررة الجرائم وسفك الدماء خدمةً للمشروع الإيراني وطموحاته الاستعمارية.
في المقابل، نجد أن الإسماعيلية المعاصرة اعتزلت العمل السياسي بشكل ظاهري.
الخلاصة، يجب التفريق بين الشيعة كمواطنين يحتاجون إلى احتواء ضمن الدولة الوطنية المعاصرة، وبين المشروع الإيراني العدواني الذي يسعى للهيمنة ونشر الفوضى في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top