بعد أكثر من شهر من تحرير سوريا من نظام الأسد، يشهد الشعب السوري نقاشًا واسعًا حول طبيعة المرحلة الحالية وتأثيرها على المستقبل. في هذا السياق، ينظم ملتقى مقاربات الشبابي بالتعاون مع وقف الديانة التركي-المركز الثقافي وأكاديمية تشارك، جلسة نقاش مفتوحة تحمل عنوان “سوريا ما بعد الأسد: الآمال والواجبات”. تأتي هذه الفعالية لتسليط الضوء على التطلعات والطموحات الواعدة للشعب السوري في مرحلة ما بعد النظام، وكذلك تحديد الواجبات والمسؤوليات المترتبة على كافة الأطراف لتحقيق مستقبل أفضل للبلاد.
أهداف الفعالية
تهدف الفعالية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها:
- تقييم الوضع الراهن: تحليل الأوضاع الحالية في سوريا بعد التحرير، واستعراض التحديات التي تواجه الشعب السوري في بناء دولة جديدة تقوم على العدل والمساواة.
- رسم ملامح المستقبل: مناقشة الآفاق المستقبلية لسوريا وما يمكن أن تحمله المرحلة القادمة من تطورات سياسية، اقتصادية واجتماعية.
- تحديد الواجبات: تحديد الواجبات والمسؤوليات المترتبة على كافة الأطراف، سواء كانت سياسية، مجتمعية أو فردية، للمساهمة في بناء الوطن وتحقيق الاستقرار الدائم.
- تعزيز الحوار: توفير منصة للشباب السوري للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم، وتعزيز ثقافة الحوار والمشاركة الفعالة في صنع القرار.

محاور النقاش
تتضمن الجلسة العديد من المحاور الهامة التي سيتم مناقشتها، وهي:
- الوضع السياسي: استعراض التحديات السياسية الراهنة، بما في ذلك تشكيل حكومة جديدة، وإعادة بناء المؤسسات الحكومية، وضمان سيادة القانون والديمقراطية.
- الوضع الاقتصادي: مناقشة استراتيجيات إعادة إعمار الاقتصاد السوري، وتحقيق التنمية المستدامة، وتوفير فرص العمل للشباب.
- الوضع الاجتماعي: التركيز على تعزيز الوحدة الوطنية، والمصالحة بين مختلف مكونات المجتمع السوري، وإعادة بناء الثقة بين المواطنين.
- التعليم والثقافة: النظر في دور التعليم والثقافة في بناء المجتمع الجديد، وتعزيز الوعي الوطني والانتماء القومي.
تفاصيل الفعالية
أنعقدت الجلسة يوم الثلاثاء الموافق 21 يناير 2025 في تمام الساعة الثانية مساءً. في مدينة اعزاز ا- لمركز الثقافي وكانت الجلسة بتنسيق الأستاذ أيمن سيف الدين، مدير مركز مقاربات، والذي سيقوم بتوجيه النقاشات وضمان سلاستها وفاعليتها.
الحضور والمشاركة
تستهدف الفعالية الشباب السوري من مختلف الأطياف، وتشكلت مساحة مناسبة للحوار والطرح الأفكار حيث شارك العديد من الشباب بأفكار قيمة
التحديات والحلول المقترحة
قدم المشاركون مجموعة متنوعة من التحديات والحلول المقترحة للمستقبل القريب حسب التصورات التالية:

التحديات
- فكرة تقديس الأفراد والإنجازات: إن هذه الفكرة تتمثل في حالة ذهنية تمتد من فكر النظام السابق، حيث يتم تمجيد الأفراد على حساب المؤسسات والأفكار، مما يعرقل تقدم المجتمع ويحد من إبداع الأفراد.
- العجز الاقتصادي وضعف المؤسسات العامة: تواجه سوريا تحديات اقتصادية جسيمة، بما في ذلك العجز في الميزانية وضعف أداء المؤسسات العامة في مختلف القطاعات، مما يعوق التنمية الشاملة.
- ضعف وغياب الوعي السياسي في المناطق المحررة حديثاً: تعاني هذه المناطق من نقص في الوعي السياسي، مما يؤثر على قدرة السكان على المشاركة الفعالة في العملية الديمقراطية وبناء مستقبل مستدام.
- الفروق الاجتماعية والثقافية: تؤثر الفروق الاجتماعية والثقافية بين المناطق المحررة سابقاً والمناطق المحررة حديثاً على التماسك المجتمعي، مما يتطلب جهوداً كبيرة لتعزيز الوحدة الوطنية.
- تحديات بناء الإنسان الحر: يشكل بناء الإنسان الحر أحد الأسس الهامة لتطور ورسوخ قيم الثورة، إلا أنه يواجه تحديات عديدة تتطلب جهوداً مضاعفة لتعزيز الحرية الفردية والإبداع.
- غياب أو ضعف المبادرات الشبابية: تعاني المناطق المحررة حديثاً من ضعف في المبادرات الشبابية، مما يؤثر على قدرة الشباب على المشاركة الفعالة في بناء المستقبل.
المآلات والحلول المقترحة
- تعزيز ثقافة الدولة: العمل على تعزيز ثقافة الدولة في المجالين الاجتماعي والاقتصادي كأساس لعقد اجتماعي ومواطنة حقيقية، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومستقر.
- تطوير مبادرات الوعي السياسي: تعزيز وتطوير مبادرات الوعي السياسي في عموم سوريا، وبشكل خاص بين فئة الشباب، لتمكينهم من المشاركة الفعالة في العملية السياسية وبناء مستقبل ديمقراطي.
- تطبيق العدالة الانتقالية: التأكيد على تطبيق العدالة الانتقالية وضمان المحاسبة وفق القانون، مع دراسة التجارب الدولية المشابهة لتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية.
- تعزيز دور المجتمع المدني: العمل على تعزيز دور المجتمع المدني في كل سوريا، لضمان مشاركة كافة فئات المجتمع في صناعة المستقبل، وتعزيز التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية.

ختامًا، تعكس هذه الفعالية إيمان الشباب السوري بأهمية الحوار والعمل الجماعي في بناء مستقبل أفضل. إن تنظيم مثل هذه الجلسات النقاشية يعزز من قدرة المجتمع على التكيف مع التغيرات وتجاوز الصعوبات، ويؤكد على ضرورة التكاتف والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة. نأمل أن تكون هذه الفعالية خطوة إيجابية نحو بناء سوريا جديدة ومزدهرة.