في إطار جهوده المستمرة لنشر الوعي السياسي وتمكين الأفراد من المساهمة في بناء مستقبل سورية، نظّم مركز مقاربات للتنمية السياسية بالتعاون مع الإدارة المدنية لمدينة داريا أولى ورشاته التدريبية في ريف دمشق بعد التحرير، تحت عنوان “السياسة في سورية المستقبل .. مدخل وتمهيد”.
أقيمت الورشة في المركز الثقافي بمدينة داريا، وهو موقع يحمل رمزية خاصة، إذ كان سابقًا تحت سيطرة النظام، ليعود اليوم إلى أهله ويستعيد دوره كمركز لنشر الفكر الحرّ والوعي السياسي.

قدّم الورشة الأستاذ أيمن سيف الدين، وأدار اللقاء الأستاذ مؤيد حبيب، مدير مركز مقاربات، حيث ناقش المشاركون القضايا الأساسية المرتبطة بالعمل السياسي في سورية، والتحديات التي تواجه عملية بناء نظام سياسي جديد يعكس تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة.
تميزت الورشة بتفاعل الحضور، حيث شهدت نقاشات حيوية حول أهمية العمل السياسي الواعي والمنظم، وضرورة تكوين رؤية واضحة لمستقبل سورية، بعيدًا عن الاستبداد والتبعية.
كما ناقش المشاركون كيفية المساهمة في صنع القرار السياسي على المستويات المختلفة، بدءًا من المجتمعات المحلية وصولًا إلى المشهد الوطني العام.

واختيار مدينة داريا لاستضافة هذه الفعالية يحمل دلالات مهمة، فهي مدينة عانت لسنوات طويلة تحت القمع، لكنها اليوم تستعيد عافيتها وتنهض من جديد، حاملة رسالة أن التغيير الحقيقي يبدأ من الوعي، وأن بناء سورية الجديدة لا يمكن أن يتم دون مشاركة فعالة من جميع أبنائها.
يؤكد مركز مقاربات للتنمية السياسية من خلال هذه الورشة على التزامه بمواصلة جهوده في إعداد كوادر سياسية واعية، تمتلك الأدوات اللازمة لفهم المشهد السياسي وإحداث تغيير إيجابي.
ويأتي ذلك انطلاقًا من إيمانه بأن التغيير الحقيقي يبدأ بالتعليم والتدريب، وبأن الوعي السياسي هو حجر الأساس لبناء مستقبل سورية.
