يعود التواجد العسكري الروسي في سواحل سوريا إلى أغسطس \ آب عام 2015 حيث وقعت سوريا الأسد مع روسيا بوتين اتفاقية، تمنحها حق استخدام الأراضي السورية كقواعد عسكرية بصفة دائمة ومجانية وبدون تحديد مدة.
المواقع الروسية في سوريا هي عبارة عن 21 قاعدة و93 نقطة عسكرية، وفق مركز جسور تتوزع كالتالي:
17 في حماة، و15 في اللاذقية، و14 في الحسكة، و13 في القنيطرة، و12 في حلب، و8 في ريف دمشق، و8 في الرقة، و8 في دير الزور، و6 في إدلب، و4 في حمص، و3 في درعا، و2 في دمشق والسويداء وطرطوس.
قدرات قاعدة حميميم الجوية:
تقع قاعدة حميميم في ريف اللاذقية، وقد عملت روسيا على توسيع القاعدة وتجهيزها بالعتاد العسكري الكامل
حيث جهزت القاعدة ببنية تحتية قوية وبنت مراكز إيواء لجنودها البالغ عددهم 1000 عسكري تقريباً، وقامت بتوسيع المدرج ليصل إلى عرض 100 متر، وطول 4600 متر، وزودت قاعدتها بطائرات سوخوي 34 و24 و30 ومروحيات الهجوم وسرب من الطائرات بدون طيار لأغراض التجسس والمباغتة، كما نصبت منظومتها الصاروخية المتطورة إس 400
قدرات قاعدة طرطوس البحرية:
تعتبر قاعدة طرطوس الواقعة في مدينة طرطوس الساحلية، من أهم القواعد البحرية، لذلك زودت بمرافق حديثة لدعم السفن الحربية والغواصات، شملت هذه التجهيزات توسيع الميناء لاستيعاب السفن الضخمة والعملاقة حيث وصلت القدرة الاستيعابية لهذه القاعدة ل 11 سفينة عملاقة، كما تم تزويدها بمحطات رادار ومنظومات دفاع جوي متطورة مثل إس 300
الدور العسكري والاستراتيجي لهذه القواعد على سوريا والمنطقة:
لعبت هذه القواعد دوراً هاماً في حفظ التوازنات السياسية والعسكرية والاقتصادية فيما يضمن لروسيا فرض وحماية مصالحها، حيث أجرت أكثر من 100 ألف طلعة جوية في سوريا.
الدور اللوجستي: عملت هذه القواعد كمراكز إمداد للأسطول البحري المتواجد في البحر المتوسط، كما كان لها دوراً استخباراتياً في التجسس على بعض الدول ونقل المعلومات لمراكز صنع القرار في موسكو.
الدور العسكري: كان لهذه القواعد تأثيراً استراتيجياً فعالاً داعماً لنظام الأسد وتعزيز استمراره، فدمرت المدن السورية موقعة عدداً كبيراً من القتلى والجرحى والنازحين خلال سنوات الحرب السورية.
النفوذ السياسي: لعبت هذه القواعد والقوات العسكرية دوراً هاماً في فرض السيادة الروسية، وحماية مصالحها في سوريا والمنطقة عموماً، حيث لعبت دور الضامن للمصالحة أو وقف إطلاق النار كما حصل في أكثر من مدينة سورية.
مستقبل القواعد العسكرية في ظل الإدارة الجديدة
عملت موسكو خلال الأسابيع الماضية على سحب نقاط تمركزها وقواتها في عموم سوريا، حيث أخلت العديد من النقاط وأرسلتها إلى قواعدها الكبرى في الساحل السوري، وتسعى موسكو جاهدة لحفظ موضع قدم لها في سوريا وفي المياه الدافئة على البحر المتوسط، حيث صرح وزير خارجيتها بإمكانية التفاوض حول بقاء القواعد العسكرية وآلية عملها فقال “يمكن أن نتحاور مع السلطات الجديدة في دمشق بشأن الحفاظ على قواعدنا وشورط عملها، لم نتلق أي طلبات من سوريا لمراجعة الاتفاقات بشأن القواعد العسكرية الروسية في البلاد”، في حين صرح قائد سوريا الجديد أحمد الشرع بوجود مصالح استراتيجية مع روسيا، واكتفت قواته بوضع حواجز عسكرية أمام بوابة قواعد موسكو العسكرية.
ومن المتوقع تقليل حجم القوات الروسية في قواعدها في الساحل السوري، ووضع جدول زمني للانسحاب الكلي يراعي المصالح الروسية بعيد تشكيل حكومة تنال اعتراف المجتمع الدولي بالإجماع تضمن روسيا خلال هذه الفترة حفظ مكتسباتها على الأراضي السورية
حيث كشف مسؤولون امريكيون وفق صحيفة وول ستريت جورنال أن موسكو نقلت عتاداً متطوراً يشمل منظومتي إس 300 و إس 400 من الموانئ السورية إلى ليبيا.
فهل ستتخلى موسكو عن موقعها الاستراتيجي في البحر المتوسط، أم ستكتفي بخفض وجودها العسكري؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.
بقلم: محمد حورية