التطبيع مع النظام

لقاءات مع السّفاح والصعود للهاوية “التطبيع مع النظام”

افتتح مركز مقاربات للتنمية السياسية “منتدى مقاربات للحوار“، لمناقشة وتداول أهم المسائل والمستجدات المتعلقة بقضايا المنطقة العربية بشكل عام، الشأن السوري بشكل خاص، مع النخب السياسية والناشطين والباحثين. فتم عقد اللقاء الأول باستضافة الدكتور حازم نهار، والأستاذ رديف مصطفى، والأستاذ أيمن أبو هاشم، وقد دار اللقاء الأستاذ هاشم اسكيف، ذلك تحت عنوان “لقاءات مع السّفاح والصعود للهاوية” لمناقشة الأسئلة المهمة التالية:

– ما هي الدوافع الحقيقية وراء سعي الإمارات للتطبيع وحقيقة موقف السعودية وقطر من هذا المسعى؟

– هل فعلاً توجد مبادرة سعودية؟

– كيف التقت الأضداد مع السلطة الفلسطينية وأين تقع السلطة مع إيران وأين تقع الأردن أيضاً ضمن مساعي إيران في القبض على الأردن؟

– ما هي طرق مواجهة تلك التحركات، ومسؤولية الثورة والمعارضة في ذلك؟

– ما هو دور اللولبيات السورية في المهجّر وفي تلك البلدان للحد من هذه التحركات؟

ما مصلحة دول الخليج العربي في التطبيع مع النظام السوري؟

انطلاقاً من أسئلة المحاضرة، ناقش الضيوف الحالة السورية وأبعادها المحلية والدولية، حيث بدأ الحوار بعد طرح سؤال: ما مصلحة دول الخليج العربي في التطبيع مع النظام السوري؟ وتلخّصت الأجوبة بتقويض النفوذ الإيراني في سوريا بداية، فبناء على أجوبة الضيوف، حاولت دول خليج فتح باب المصالحة والتطبيع مع النظام، بهدف الحد من الانتشار الإيراني وتغلغله في المنطقة. ثم بيّن الضيوف أنه سرعان ما تبين عدم جدوى هذه الحجة، لتنتقل أسباب التطبيع لأهداف اقتصادية وسياسية، كمسألة خطوط النفط والغاز الجديدة وكون سوريا أحد الممرات المتاحة، وعلى رأس المستثمرين في هذه الاتجاه الإمارات، وخاصة أن موجة التطبيع مع النظام بدأت تظهر، مع طي صفحة الربيع العربي.

وفي سياق الحديث عن الدور الخليجي في سورية، ناقش الضيوف الدور القطري والسعودي، وقالوا إن قطر تستمر في دعمها للثورة، لأن ذلك يتفق مع الموقف الأمريكي الذي ظهر في عهد أوباما من الانفتاح على الإسلام السياسي والاستثمار فيه، وتستمر إلى اليوم في ذلك لأنه ليس لها مصالح متوقفة على التطبيع مع النظام، وبالأخص أن علاقاتها مع إيران مستقرة. وبحسب الضيوف، فإن مصالح السعودية تكمن في فشل الحل السياسي أو العسكري، وعدم وجود بديل عن النظام. 

دوافع السلطة الفلسطينية والأردن من التطبيع مع النظام

ثم ناقش الضيوف دوافع السلطة الفلسطينية والأردن من التطبيع مع النظام، وفسروا ذلك على أنه ثمة سباق بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس للتطبيع مع النظام واكتساب بعض المصالح جرّاء ذلك، لا سيما وأن السلطة لا تختلف عن الأنظمة العربية، في مرحلة ما بعد اتفاقية أوسلو، بحسب الضيوف.

وأضافوا أن الأردن لم يكن لها موقف ثابت من الثورة، بل كانت تسير مع التيار الدولي، وخاصة بالنسبة لعلاقتها مع الغرب، وعزوا التطبيع اليوم إلى أسباب اقتصادية وأمنية لتقليص التغلغل الإيراني في المناطق الحدودية بما يمكن.

فشل المعارضة في توحيد الجهود و

ثم انتقل الحديث عن فشل المعارضة في توحيد الجهود وإيجاد المبادئ الجامعة وتقديم بديل عن النظام، وأوضحوا علاقة ذلك بالصراعات الدولية ودورها في تقسيم صفوف المعارضة، كالخلاف السعودي القطري. وهذا، بحسب الضيوف، أعطى النظام فرصة للظهور كخيار لا بديل عنه، وغياب ضرورة إجباره على الرحيل، في حين عدم وجود بديل قادر على الحديث باسم السوريين لقيادة المرحلة الانتقالية وبناء حكومة جديدة.

الحلول المتاحة أمام السوريين

وفي المحور الأخير ناقش الضيوف الحلول المتاحة أمام السوريين في الوقت الراهن، وتلخّصت أجوبتهم بضرورة إيجاد كيان سياسي، قادر على وضع مبادئ جامعة لأطياف الشعب السوري تؤهله للحديث باسمه، وتجعله يستند إليها في علاقاتها المحلية والدولية، وذلك بشكل مستقل بعيداً عن ضغط ومصالح أي دولة. وفي هذا السياق تحدث الضيوف عن الأداء الضعيف للائتلاف وعدم قدرته على مواكبة الأحداث. 

الاستثمار بالعلاقات الدولية والصراعات القائمة

وفي سياق الحديث عن الحلول العاجلة، ناقش الضيوف أيضاً ضرورة الاستثمار بالعلاقات الدولية والصراعات القائمة، فمثلاً تحدثوا عن ضرورة الاستفادة من التقارب السعودي القطري بما يصب بمصلحة السوريين، وكذلك الاستفادة من الموقف الأمريكي من في إيقاف عجلة التطبيع، وأشادوا بجماعات الضغط السورية التي بدأت تظهر في واشنطن مؤخراً، كما دعوا للاستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاس ذلك على تأزم الموقف الروسي عالمياً.

وفي الختام، أُفسح المجال للمداخلات والأسئلة، حيث امتد اللقاء لأكثر من ساعتين، وأظهرت بعض المداخلات من الداخل السوري مدى تمسك الأهالي برفض المصالحة أو التطبيع مع النظام والتمسك بمبادئ الثورة، وقد أثنى الضيوف على هذه المداخلات، وصدّقوا عليها من ناحية تقصير المعارضة سواء من السياسيين والعسكريين، وشدّدوا على أن الحل لن يكون إلا من السوريين أنفسهم.

نحن كمجمع سوري بأمس الحاجة للحوار الجمتعي، من خلال هكذا منتديات وندوات، ومركز مقاربات للتنمية السياسية يسعى دائما لتنشيط هذا الجانب سواء بين النخب أو بين الشباب اليافع، فهذه عملية مستمرة تحتاجها كل الشعوب حتى تنمو الحضارة ويستديم السلم. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top